أهم العناوين

شرح الشاطبية (باب الهمزتين من كلمتين)


شرح الشاطبية (باب الهمزتين من كلمتين)

(باب الهمزتين من كلمتين)

الهمزتان من كلمتين: هما همزتا القطع المتجاورتان بأن تكون الهمزة الأولى آخر الكلمة الأولى والهمزة الثانية أول الكلمة التي تليها وصلا وليس بينهما فاصل ، مثل: (جاءَ أَمرنا ، السماء إن ، أولياءٌ أولئك).

قلنا همزتا القطع لنخرج همزة الوصل مثل: (ما شاء الله ، الماء اهتزت ، شاء اتخذ) ، وقلنا المتجاورتان لنخرج ما حال بينهما حائل مثل: (السوأى أن كذبوا) لأن الألف هنا فصلت بين الهمزتين ، وقلنا وصلا لأنه إذا وقفت على الهمزة الأولى وبدأت بالثانية عند ذلك يجب تحقيق الهمزة.

أقسام الهمزتين من كلمتين:

الهمزتان من كلمتين تنقسم إلى نوعين:

 1- متفقتان في الحركة

 2- مختلفتان في الحركة

المتفقتان في الحركة تكونان إما مفتوحتان أو مكسورتان أو مضمومتان ، وهناك موضعا واحدا للمضمومتين هو في قوله تعالى (ومن لا يجب داعي الله فليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين) في سورة الأحقاف وليس هناك غيره.

وأسقط الأولى في اتفاقهما معا***إذا كانتا من كلمتين فتى العلا

كجا أمرنا من السما إن أوليا***أولئك أنواع اتفاق تمثلا

يعني أن أبا عمرو يسقط الهمزة الأولى من المتفقتين في الحركة وصلا ، مثل: (جاء أمرنا ، السفهاء أموالكم ، تلقاء أصحاب) في المفتوحتين ، ومثل (أولياء أولئك) في المضمومتين ، ومثل (هؤلاءِ إن ، من السماءِ إن ، من النساء إلا ، ومن وراء إسحاق) في المكسورتين ، وعدد مواضع المكسورتين في القرآن الكريم خمسة عشر موضعا ، يزيد عند ورش موضعان (لا تدخلوا بيوت النبيء إلا ، للنبيء إن أراد) لأنه يقرأ بالهمز في كلمة (النبي)  ويزيد عند حمزة موضعا واحدا في البقرة (ممن ترضون من الشهداء إن تضل إحداهما) لأن حمزة يقرأ بكسر همزة (أن تضل).

تنبيه:

إذا أسقط أبو عمرو الهمزة الأولى وقبلها حرف مد فله وجهان الأول القصر وهو المقدم أداءً لزوال سبب المد ، والوجه الثاني المد على الأصل إلا إذا كنت تقرأ بتوسط المنفصل فليس لك عند إسقاط الهمزة الأولى إلا التوسط من قبيل المنفصل مثل: (جاء أمرنا ، السماء إن ، أولياء أولئك). 

مذهب قالون والبزي:

وقالون والبزي في الفتح وافقا***وفي غيره كاليا وكالواو سهلا

يعني أن قالون والبزي يقرئان مثل قراءة أبي عمرو في المفتوحتين بإسقاط الهمزة الأولى مع القصر والمد ، أما في المكسورتين فإن قالون والبزي يسهلان الهمزة الأولى بينها وبين الياء مع المد والقصر والمد هو المقدم أداءً لبقاء أثر الهمز ووجه القصر حجته أن الهمزة الأولى أصبحت مغيرة بالتسهيل لذلك جاز القصر مثل: (من النساء إلا ، ومن وراء إسحاق).

وكذلك في المضمومتين فإن قالون والبزي يسهلان الهمزة الأولى بينها وبين الواو وعليه يمكن القول (وسهل الأولى قالون والبزي إذا اتفقتا كسراً وضما) مثل قوله تعالى: (أولياء أولئك).

 تنبيهات: 

*إذا زال أثر الهمزة بالكلية فالقصر مقدم أداءً وإذا تبقى للهمزة أثر فإن المد هو المقدم.

*بالنسبة لعمل نافع وابن كثير في المتفقتين في الحركة (الراوي الأول متفق مع الراوي الأول في العمل على الهمزة الأولى والراوي الثاني متفق مع الراوي الثاني في العمل على الهمزة الثانية).

وبالسوء إلا أبدالا ثم أدغما***وفيه خلاف عنهما ليس مقفلا

حالة خاصة لكل من قالون والبزي في قوله تعالى (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي) في سورة يوسف

أبدل قالون والبزي الهمزة في كلمة (بالسوء) أبدلاها واواً ثم أدغما الواو في الواو فتصبح واواً مشددة (بالسوٍ إلا) وهذا ما نص عليه الداني في التيسير.

والوجه الثاني هو تسهيل الهمزة الأولى مع المد والقصر وهو من زيادات الشاطبية على التيسير وأشار الشاطبي إلى هذا الخلاف بقوله (وفيه خلاف عنهما ليس مقفلا).

مذهب ورش وقنبل:

والأخرى كمد عند ورش وقنبل***وقد قيل محض المد عنها تبدلا

في الهمزتين المتفقتين في الحركة يكون عمل ورش وقنبل في الهمزة الثانية ولهما فيها مذهبان:

المذهب الأول: تسهيل الهمزة الثانية وهذا الوجه هو المنصوص عليه في التيسير وهو المقدم أداءً.

والمذهب الثاني: إبدال الهمزة الثانية حرف مد وهذا الوجه من زيادات الشاطبية على التيسير.

أمثلة: المفتوحتان (السفهاء أموالكم) ، والمكسورتان مثل (هؤلاء إن كنتم ، النساء إلا) ، والمضمومتان مثل (أولياء أولئك).

ملاحظة: في وجه الإبدال إذا جاء بعد الهمزة الثانية ساكن تمد ست حركات لورش وقنبل ، مثل:(جاءَ أمرنا ، وراءِ إسحاق) ، وإذا جاء بعد الهمزة الثانية حرف متحرك فإنها تبدل حرف مد يمد بمقدار حركتين ، مثل:(جاء أحَدكم الموت).

وفي هؤلاء إن والبغاء إن لورشهم***بياء خفيف الكسر بعضهم تلا

وهذه حالة خاصة لورش فقط وهي زيادة ياء خفيفة الكسر على وجهي التسهيل والإبدال ، ومعنى خفيفة الكسر أي أنها ياء مكسورة وليست مشددة ، وذلك في موضعين هما:

(أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) في سورة البقرة (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا) في سورة النور.

ملاحظة هامة: في قوله تعالى (البغاء إن أردن) يزيد لورش حال الإبدال وجه القصر حركتين بسبب نقل حركة همزة (أردن) إلى النون الساكنة التي قبلها ويدخل في هذا قوله تعالى في سورة الأحزاب (إن وهبت نفسها للنبيء إن أراد) وهذه زيادة على الشاطبية ذكرها بعض العلماء.

أوجه ورش في موضع البقرة (هؤلاء إن كنتم صادقين)

1-تسهيل الهمزة الثانية بين بين

2-الإبدال مع المد المشبع

3-إبدال الهمزة ياء خفيفة الكسر بمقدار حركة أو حركتين

أوجه ورش في موضعي النور والأحزاب (البغاء إن أردن) (للنبيء إن أراد)

1-تسهيل الهمزة الثانية بين بين

2-الإبدال مع المد المشبع

3-الإبدال مع القصر بسبب نقل حركة همزة أردن إلى النون الساكنة قبلها

4-إبدال الهمزة ياء خفيفة الكسر بمقدار حركة أو حركتين

وإن حرف مد قبل همز مغير***يجز قصره والمد مازال أعدلا

يعني أن الهمزة المغيرة بالحذف أو بالتسهيل إذا سبقت بحرف مد يجوز قصر المد ويجوز مده والمد هو الوجه المقدم كما قرره الناظم بقوله (والمد ما زال أعدلا) ، لكن بعض المحررين لهم تفصيل في هذا الأمر فقالوا إذا كان التغيير بإسقاط الهمزة بعد حرف المد فإن القصر هو المقدم أداءً والمد هو الوجه الثاني وذلك لزوال سبب المد ، وإذا كان التغيير بتسهيل الهمزة التي بعد حرف المد فإن المد هو المقدم أداءً لبقاء أثر الهمزة والقصر هو الوجه الثاني.

 

(جدول للهمزتين المتفقتين في الحركة)

القارئ/الراوي

المفتوحتين مثل: (جاء أمرنا)

المضمومتين مثل: (أولياءُ أولئك)

المكسورتين مثل: (من السماءِ اِن كنت)

أبو عمرو

إسقاط الأولى مع القصر والمد

والقصر مقدم

إسقاط الأولى مع القصر والمد

والقصر مقدم

إسقاط الأولى مع القصر والمد

والقصر مقدم

قالون

إسقاط الأولى مع القصر والمد

والقصر مقدم

تسهيل الأولى مع المد والقصر

والمد مقدم

تسهيل الأولى مع المد والقصر

والمد مقدم

البزي

إسقاط الأولى مع القصر والمد

والقصر مقدم

تسهيل الأولى مع المد والقصر

والمد مقدم

تسهيل الأولى مع المد والقصر

والمد مقدم

ورش

له وجهان التسهيل للثانية أو الإبدال

مع المد المشبع إذا كان بعدها ساكن

له وجهان التسهيل للثانية أو الإبدال

مع المد المشبع إذا كان بعدها ساكن

له وجهان التسهيل للثانية أو الإبدال

مع المد المشبع إذا كان بعدها ساكن

قنبل

 

له وجهان التسهيل للثانية أو الإبدال

مع المد المشبع إذا كان بعدها ساكن

له وجهان التسهيل للثانية أو الإبدال

مع المد المشبع إذا كان بعدها ساكن

له وجهان التسهيل للثانية أو الإبدال

مع المد المشبع إذا كان بعدها ساكن


(الهمزتان من كلمتين المختلفتين في الحركة)

وتسهيل الأخرى في اختلافهما سما *** تفئ إلى مع جاء أمة أنزلا

نشاء أصبنا والسماء أو ائتنا *** فنوعان قل كالياء وكالواو سهلا

ونوعان منها أبدلا منها وقل *** يشاء إلى كالياء أقيس معدلا

وعن أكثر القراء تبدل واوها ***وكل بهمز الكل يبدا مفصلا

القاعدة العامة في الهمزتين المختلفتين في الحركة:

حكم الهمزة الثانية من المختلفتين في الحركة لأهل سما هو التسهيل وهو دائر بين نوعين من أنواع التسهيل هما (التسهيل بين بين ، والإبدال) أما الهمزة الأولى فإنها محققة دائما وأنواع الهمزات في هذا القسم هي ستة أنواع عقلية جاء منها في القرآن الكريم خمسة أنواع هي:  

(المفتوحة فمكسورة ، المفتوحة فمضمومة ، المكسورة فمفتوحة ، المضمومة فمفتوحة ، المضمومة فمكسورة) والمضمومة فمكسورة فيها وجهان هما التسهيل والإبدال للثانية ، أما النوع السادس الذي هو (المكسورة فمضمومة) لم يأت في القرآن الكريم لذلك لم يذكره الشاطبي.

المفتاح لمعرفة التسهيل للمختلفتين في الحركة: (فتح الأولى سهل * فتح الأخرى أبدل * غير فتح سهل وكذاك أبدل).

فنوعان قل كاليا وكالواو سهلا

والنوعان المقصودان هنا هما المفتوحة فمكسورة والمفتوحة فمضمومة ، والمعنى إذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة والثانية مكسورة فإن الهمزة الثانية تسهل بينها وبين الياء مثل: (تفئ إلى ، شهداء إذ حضر يعقوب ، والبغضاء إلى يوم القيامة  ، أولياء إن استحبوا الكفر).

وإذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة والثانية مضمومة تسهل الهمزة الثانية بينها وبين الواو مثل: (جاء أمة رسولها) في سورة المؤمنون وهو الموضع الوحيد في القرآن.

ونوعان منها أبدالا منهما

والنوعان المقصودان هنا هما المضمومة فمفتوحة والمكسورة فمفتوحة ، والمعنى إذا كانت الأولى مضمومة والثانية مفتوحة تبدل الهمزة الثانية حرف واو من جنس حركة ما قبلها ، مثل: (نشاء أصبنا ، سوء أعمالهم ، يا سماء أقلعي).

وإذا كانت الهمزة الأولى مكسورة والثانية مفتوحة تبدل الهمزة الثانية حرف ياء ، مثل: (والسماء أو ائتنا ، الشهداء أن تضل ، بالفحشاء أتقولون ، هؤلاء أهدى).

وقل*** يشاء إلى كالياء أقيس معدلا

وعن أكثر القراء تبدل واوها  

يشير هنا إلى النوع الخامس وهو المضمومة فمكسورة والمعنى إذا كانت الهمزة الأولى مضمومة والثانية مكسورة ففيها وجهان:

الأول: تسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الياء ، ويؤخذ هذا من قوله (كالياء أقيس معدلا).   

والثاني: إبدال الهمزة الثانية من جنس حركة ما قبلها فتبدل واواً خالصة ، ويؤخذ هذا من قوله (وعن أكثر القراء تبدل واوها) وهذا هو مذهب الجمهور من القراء في المضمومة فمكسورة من الهمزتين من كلمتين مثل: (يشاءُ إلى).

خلاصة ما سبق في الهمزتين المختلفتين في الحركة:

1-إذا كانت الأولى مفتوحة فالحكم تسهيل الهمزة الثانية بين بين

2-إذا كانت الثانية مفتوحة فالحكم إبدال الهمزة الثانية من جنس حركة ما قبلها فإذا كان ما قبلها مضموماً أبدلت واواً وإذا كان ما قبلها مكسوراً أبدلت ياءً.

3-إذا لم يكن هناك همزة مفتوحة فالحكم التسهيل أو الإبدال للثانية

ويجمع هذا في قولهم (فتح الأولى سهل * فتح الأخرى أبدال * غير فتح سهل وكذاك أبدال).

وكل بهمز الكل يبدا مفصلا

يعني أنه يجب على جميع القراء تحقيق الهمزة الأولى إذا وقف عليها وكذلك تحقيق الهمزة الثانية إذا ابتدأ بها لأن التسهيل والإبدال يكون حال الوصل فقط.     

والإبدال محض والمسهل بينما***هو الهمز والحرف الذي منه أشكلا

قوله: والإبدال محض يعني أبدل الهمزة حرف مد من جنس حركة ما قبلها إبدالاً محضاً فإذا كان ما قبلها مضموماً تبدل الهمزة الثانية واواً خالصة ، وإذا كان ما قبلها مكسوراً تبدل ياء خالصة فيكون الإبدال كاملا لا يبقى معه أثر للهمزة.

وقوله: والمسهل بينما يعني سهل الهمزة بينها وبين الحرف المجانس لحركتها فإذا كانت المهزة مفتوحة تسهل بينها وبين الألف وإذا كانت مكسورة تسهل بينها وبين الياء وإذا كانت مضمومة تسهل بينها وبين الواو.


(تحميل شرح باب الهمزتين من كلمتين PDF)

(تحميل شرح أصول الشاطبية والدرة المضية مفهرس PDF)


حقوق الطبع والنشر متاحة لكل مسلم

(تحميل ملخص شرح أصول الشاطبية مع ملحق للتحريرات)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل ملخص شرح أصول الدرة المضية)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل ملخص شرح منظومة تلخيص صريح النص)

(تحميل ملف تحريرات الشاطبية)

وهيب الحاشدي
بواسطة : وهيب الحاشدي



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-