أهم العناوين

شرح الشاطبية (باب الفتح والامالة وبين اللفظين)


شرح الشاطبية (باب الفتح والإمالة وبين اللفظين من الشاطبية)

(باب الفتح والإمالة وبين اللفظين)

الفتح: هو فتح القارئ فمه بالحرف فتحاً متوسطاً بلا إفراط ولا تفريط.

الإمالة: لغة التعويج.

اصطلاحا: هي أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء.

بين اللفظين: ويطلق عليه التقليل أو الإمالة الصغرى وهو مرتبة متوسطة بين الفتح والإمالة.

(تمهيد)

مذاهب القراء في الإمالة:

منهم من لا يميل على الإطلاق وهو ابن كثير ، ومنهم من هو مقل في الإمالة مثل قالون وابن عامر وعاصم ، والباقون على الإمالة.

أصل حمزة والكسائي على الإمالة ، وأصل ورش على التقليل ، وأبا عمرو متردد بينهما يقلل من ألف التأنيث ما كان منها على وزن (فَعلى ، فُعلى ، فِعلى) ويميل ذوات الراء مثل (بشرى ، أخرى ، ذكرى) ، وليس له إمالة ولا تقليل في ذوات الياء مثل (أتى ، أبى ، قضى ، هدى) إلا ما كان منها في السور الإحدى عشر وكلمة (أعمى) الأولى في سورة الإسراء ، وهذا الباب سيستوعب كل الإمالة ما عدا كلمات مخصوصة سينص عليها في الفرش مثل (التوراة ، فناداه ، وبعض الحروف المقطعة في فواتح بعض السور).

وللإمالة أسباب منها الألف المنقلبة عن ياء ، وألف التأنيث ، وهاء التأنيث ، والراء المتطرفة بعد ألف والمكسورة كسرة إعراب ، والألفات التي رسمت بالياء وكان أصلها واوي أو كانت مجهولة الأصل.

ذوات الواو تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول:  كلمات رسمت بالياء ووقعت رأس آية ، منها ست كلمات غير متصلة بضمير التأنيث وهي (العلى ، ضحى ، القوى ، الضحى ، سجى) وفيها الإمالة لحمزة والكسائي على تفصيل سيأتي لاحقا ، والتقليل لورش قولا واحدا ، وست كلمات اقترنت بهاء التأنيث وهي (ضحاها في ثلاثة مواضع ، دحاها ، تلاها ، طحاها) وفيها الفتح والتقليل لورش والإمالة لحمزة والكسائي على تفصيل سيأتي في موضعه.         

القسم الثاني: كلمات رسمت بالياء ولم تقع رأس آية مثل (ضحى وهم يلعبون) وفيها إمالة لأهل الإمالة والفتح والتقليل لورش ، ويجب الانتباه إلى أن كلمة (زكى) أيضاً رسمت بالياء وأصل ألفها الواو وهي مستثناة من الإمالة كما سيأتي.

القسم الثالث: كلمات رسمت بالألف وعددها أربعة عشر كلمة ، منها سبعة أسماء وهي (الربا ، الصفا ، سنا ، شفا ، عصا ، عصاه ، أبا) وسبعة أفعال وهي (خلا ، عفا ، دعا ، بدا ، دنا ، نجا ، علا) ولا خلاف في فتحها لورش ، ولا يميل منها حمزة والكسائي إلا كلمة (الربا) وسينص عليها لاحقا.

وهناك سبع كلمات رسمت بالألف وأصلها يائي وهي ممالة لحمزة والكسائي ومقللة لورش وهي (عصاني ، عصاك ، الأقصا ، أقصا ، تولاه ، سيماهم ، طغا الماء) ، فلا يتوهم البعض أنها غير ممالة بسبب رسمها بالألف.

أولا: إمالة الألف المنقلبة عن ياء

وحمزة منهم والكسائي بعده***أمالا ذوات الياء حيث تأصلا

ذوات الياء: هي الألفات المتطرفة التي تنطق ألفاً وترسم ياءً ويكون أصلها يائي في الميزان الصرفي ، وقد ترسم بالألف أحياناً.

في هذا البيت يذكر إمالة الألف المنقلبة عن ياء وتمال إذا توفرت فيها الشروط التالية:

1- أن تكون هذه الألف منقلبة عن ياء ، وبهذا تخرج الألف المنقلبة عن واو.

2- أن تكون متطرفة (لام الفعل) حتى لو دخلت عليها زوائد ، مثل (تولاه ، اشتراه ، هداهم) ، وبهذا تخرج الألف المتوسطة ، مثل (نمارق ، باع ، سار).

3- أن تكون أصلية ، وبهذا تخرج الألف الزائدة ، مثل (قائم ، نائم).

4- أن تكون محققة ، وبهذا تخرج الألف المشكوك فيها ، ومعنى محققة يعني تأكيد انقلابها عن ياء وليس هناك خلاف في أصلها مثل ألف (حياة ومناة) المختلف في أصل ألفها.

5- ألا تكون منقلبة عن تنوين ، مثل (ذكراً ، عوجا ، امتا) عند الوقف عليها.

6- ألا تكون ألف تثنية ، مثل (خافا ، اثنا عشر) وتأتي الإمالة في الأسماء والأفعال سواء رسمت في المصحف بالألف أو بالياء.

أمثلة: للألفات المنقلبة عن ياء وتصح فيها الإمالة

(هدى ، اشتراه ، الهوى ، هداهم ، سعى ، أتى ، أقصا ، طغا ، تولاه ، عصاني ، أبى ، رمى ، استعلى ، يخشى ، يتوارى ، سيما ، طغى ، العليا).

الكشاف لمعرفة الكلمة هل هي ممالة أم غير ممالة:

وتثنية الأسماء تكشفها وإن***رددت إليك الفعل صادفت منهلا

هدى واشتراه والهوى وهداهم***

أولا: في الأسماء نثني الاسم لنعلم ما هو أصل ألفها هل هو الواو أو الياء ، مثل (الهدى = الهديان) ، (فتى = فتيان) ، (الهوى = الهويان) ، (مأوى = مأويان) ، (المولى = الموليان).

ثانياً: في الأفعال ترده إلى نفسك (ضمير المتكلم) ، مثل (هَدى = هديت) ، (سعى = سعيت) ، (يخشى = خشيت) وهكذا.

وكذلك الحال في الكلمات الواوية تثني الأسماء ، مثل (عصا وعصاه = عصوان) ، (شفا = شفوان) ، (سنا = سنوان) ، (الصفا = صفوان) ، (أبا = أبوان) ، والأفعال في الكلمات الواوية أيضاً تردها إلى نفسك مثل: (عفا = عفوت) ، (زكى = زكوت) ، (نجا = نجوت) ، (خلا = خلوت) ، (دعا = دعوت) ، (دنا = دنوت) ، (بدا = بدوت) (علا = علوت).

تنبيه: العلامة لا تعم ولكنها تشمل الأغلب ، لأن هناك كلمات لا تنضبط بقاعدة ومع ذلك تمال مثل كلمة (الحوايا) فهي ممالة لحمزة والكسائي ، وكلمة (الحوايا) اسم جمع حاوية وأصلها (حواوي) وعند التثنية تصبح حاويتان فلا تظهر منها الياء فهي لا تنضبط بقاعدة الكشاف ، وكذلك بعض الأسماء مثل (عيسى ، موسى ، يحي) تمال لكثرة  دورانها في العربية وهي لا تنضبط بالكشاف أيضاً لذلك يقال العلامة لا تعم ولكنها تشمل الأغلب.

ثانياً: إمالة ألف التأنيث

وفي ألف التأنيث في الكل ميلا

وكيف جرت فعلى ففيها وجودها***وإن ضم أو يفتح فعالى فحصلا

ألف التأنيث: هي كل ألف زائدة رابعة فصاعدا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي.

وجاءت ألف التأنيث في القرآن الكريم على خمسة أوزان ، ثلاثة أوزان لـ (فعلى) مضمومة الفاء ومفتوحة الفاء ومكسورة الفاء ، ووزنان لـ (فُعالى ، وفَعالى) مضمومة الفاء ومفتوحة الفاء وكلها ممالة لحمزة والكسائي.

أمثلة فُعلى:

فُعلى مضمومة الفاء وعددها عشرون كلمة هي: (موسى ، القصوى ، الدنيا ، العزى ، الأولى ، العليا ، الرؤيا ، المثلى ، السوأى ، زلفى ، سقيا ،  أنثى  ، طوبى ، قربى ، الوثقى ، الوسطى ، الرجعى ، عقبى ، الحسنى ، السفلى).

فَعلى مفتوحة الفاء وعددها أحد عشر كلمة هي: (السلوى ، الموتى ، التقوى ، النجوى ، مرضى ، دعوى ، شتى ، صرعى ، طغوى ، القتلى ، يحي).

فِعلى مكسورة الفاء وعددها خمس كلمات هي: (ضيزى ، سيما ، ذكرى ، إحدى ، شعرى) وألحق بها (عيسى) ، أما كلمة (كلتا) فعند الجمهور الألف فيها للتثنية فلا تمال لأحد من القراء وعليه العمل ، وهناك من قال بأن ألفها للتأنيث على وزن فعلى مكسورة الفاء فتكون فيها إمالة لأهل الإمالة والفتح والتقليل لورش.

أمثلة فعالى:

فَعالى مفتوحة الفاء (اليتامى ، الأيامى ، النصارى ، الحوايا).

فُعالى مضمومة الفاء (سكارى ، كسالى ، فرادى).

3- مواضع ليس لها ضابط (بمعنى أنه لا يعرف أصل ألفها هل هي يائية أو واوية).

وفي اسم في الاستفهام أنى وفي متى***معا وعسى أيضا أمالا وقل بلى

معنى البيت أن هذه الكلمات الأربع ممالة لحمزة والكسائي وهي (أنى الاستفهامية ، متى الاستفهامية ، عسى  ، بلى) ويقللها ورش.

4- ما رسم بالياء ولم يكن أصله ياء:

وما رسموا باليا غير لدى وما***زكى وإلى من بعد حتى وقل على

يعني أن كل كلمة رسمت بالياء تدخلها الإمالة وإن كان أصل ألفها الواو ، مثل: (الضحى ، القوى ، يا أسفى ، يا ويلتى ، يا حسرتى) ما عدا الكلمات التي استثناها من الإمالة في هذا البيت وهي خمس كلمات:

1- (لدى) وقد جاءت مرتين في القرآن (لدى الحناجر) في غافر وهي مرسومة بالياء ، (لدا الباب) في يوسف وهي مرسومة بالألف ونظرا لعدم الاتحاد في الرسم عدل إلى الأصل وهو الفتح.

2- (ما زكى) في سورة النور (ما زكى منكم من أحد) وأصلها واوي (زكوت).

3-5 (إلى ، حتى ، على) وهذه حروف جوامد والحروف لا حظ  لها في الإمالة.

5- الأفعال الثلاثية المزيدة:

وكل ثلاثي يزيد فإنه *** ممال كزكاها وأنجى مع ابتلى

الأفعال المزيدة: هي كل فعل ثلاثي واوي دخل عليه نوع من أنواع الزيادة وهي (التشديد ، أو حروف المضارعة ، أو الحروف الزائدة الدالة على التعدية) وبسبب هذه الزيادة يصبح أصل الألف ياء ، وقد تأتي الزيادة على كلمة أصل ألفها يائي ، وكلها ممالة لحمزة والكسائي مثل (زكًاها ، نجًى) الزيادة هنا تشديد الكاف والجيم وبردها للمتكلم تصبح (زكيت ، نجيت).

(أنجى ، اعتدى ، استغنى ، استعلى  ، فتعالى ، ابتلى) الزيادة هنا حرف التعدية وبردها للمتكلم تصبح (أنجيت ، اعتديت ، استغنيت).

(يرضى ، تتلى ، يدعى) الزيادة هنا حروف المضارعة ، وقد يجتمع في الكلمة حرف المضارعة والتضعيف مثل (يزًكى) ، وقد يجتمع فيها الحرف الزائد والتضعيف مثل (تجلًى ، تزكًى) ، وقد يجتمع فيها حرف المضارعة والحرف الزائد والتضعيف مثل (يتزكًى).

6- كلمة أحيا:

ولكن أحيا عنهما بعد واوه *** وفيما سواه للكسائي ميلا

إذا سبقت كلمة أحيا بالواو (وأحيا) مثل قوله تعالى (وأنه هو أمات وأحيا) تمال لحمزة والكسائي ، أما إذا تجردت من الواو أو سبقت بحرف آخر غير الواو تمال للكسائي فقط مثل (فأحيا به الأرض ، ثم أحياهم ، وهو الذي أحياكم ، فأحياكم) ، ويقللها ورش.

7- كلمات خاصة يميلها الكسائي دون سواه:

ورؤياي والرؤيا ومرضات كيفما *** أتى وخطايا مثله متقبلا

ومحياهم أيضا وحق تقاته *** وفي قد هداني ليس أمرك مشكلا

وفي الكهف أنساني ومن قبل جاء من *** عصاني وأوصاني بمريم يجتلى

وفيها وفي طس آتاني الذي *** أذعت به حتى تضوع مندلا

1- رؤياي (هذا تأويل رؤياي من قبل  ، أفتوني في رؤياي) في سورة يوسف ، يميلها الكسائي ويقللها ورش.

2- الرؤيا (وما جعلنا الرؤيا) الإسراء (لقد صدق الله رسوله الرؤيا) الفتح (للرؤيا تعبرون) يوسف (قد صدقت الرؤيا) الصافات ، يميلها الكسائي ويقللها ورش.

3- مرضات (تبتغي مرضات أزواجك) في التحريم (ابتغاء مرضات الله) في البقرة  ، يميلها الكسائي وليس لورش فيها تقليل.

4- خطايا كيفما تصرفت (خطايانا ، خطياكم ، خطياهم) والإمالة للألف التي بعد الياء ، ويميلها الكسائي ويقللها ورش.

5- محياهم (سواء محياهم ومماتهم) في الجاثية ، يميلها الكسائي ، ويقللها ورش.

6- تقاته التي في آل عمران (حق تقاته) إذا اتصلت بكلمة (حق) ، أما إذا تجردت من كلمة (حق) فتمال لحمزة والكسائي ، مثل (إلا أن تتقوا منهم تقاه) وتقلل لورش.

7- هدان التي في الأنعام وعلمنا أن المقصود موضع الأنعام لأن الإمام قيدها بقد (قال أتحاجوني في الله وقد هدان) ويميلها الكسائي وحده ، وفي غير سورة الأنعام تمال لحمزة والكسائي ، مثل (قل إنني هداني ربي ، وقد هدانا سبلنا) ، ويقللها جميعا ورش.

8- أنسانيه (وما أنسانيهِ إلا الشيطان أن أذكره) الكهف ، يميلها الكسائي ، ويقللها ورش.

9- عصاني (ومن عصاني فإنك غفور رحيم) إبراهيم ، يميلها الكسائي ، ويقللها ورش.

10- أوصاني (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) مريم ، يميلها الكسائي ، ويقللها ورش.

11- آتاني في سورتي مريم والنمل (أتاني الكتاب وجعلني نبيا) مريم ، (فما أتاني الله خير) النمل ، يميلهما الكسائي وحده وفي غير سورة مريم والنمل يميلها حمزة والكسائي ، ويقللها ورش في هذين الموضعين وفي غيرهما.

8- كلمات واوية تمال للكسائي فقط:

وحرف تلاها مع طحاها وفي سجى *** وحرف دحاها وهي بالواو تبتلى

1- تلاها (والقمر إذا تلاها) في سورة الشمس أصل ألفها الواو (تلوت).

2- طحاها (والأرض وما طحاها) في سورة الشمس أصل ألفها الواو (طحوت).

3- سجى (والليل إذا سجى) في سورة الضحى أصل ألفها الواو (سجوت).

4- دحاها (والأرض بعد ذلك دحاها) في النازعات وأصلها واوي (دحوت) ، وهذه الكلمات الأربع يميلها الكسائي فقط دون حمزة ، ويقللها ورش.

9- كلمات واوية تمال لحمزة والكسائي:

وأما ضحاها والضحى والربا مع ال *** القوى فأمالاها وبالواو تختلى

1- ضحاها في سورة الشمس أصل ألفها الواو (ضحوت).

2- والضحى مثل سابقتها.

3- الربا أصلها ألفها واوي (ربا ، يربو ، ربوت) وليس لورش تقليل في هذه الكلمة ولا في أمثالها مما كان أصل ألفها الواو ورسمت بالألف.         

4- القوى في سورة النجم (علمه شديد القوى) وهي جمع قوة والمثنى منها (قوتان).

ولم ينص على كلمة (العلى) في سورة طه (فأولئك لهم الدرجات العلى) وهي واوية (على = علوت) لأنها داخلة في رؤوس الأي للسور الإحدى عشر ، ولم ينص على كلمة (الزنا) لأن أصل ألفها يائي إذا ردت للمتكلم فهي ممالة أيضا لحمزة والكسائي ومقللة لورش على أصلها من ذوات الياء.

تنبيه: كل ما في الشاطبية من كلمة حفص يقصد به حفص عن عاصم إلا في هذا البيت (ورؤياك مع مثواي عنه لحفصهم) يقصد به دوري الكسائي دل على ذلك الضمير في قوله (عنه لحفصهم) أي حفص عن الكسائي.

10- كلمات خاصة يميلها دوري الكسائي منفرداً:

ورؤياك مع مثواي عنه لحفصهم *** ومحياي مشكاة هداي قد انجلى

1- رؤياك (لا تقصص رؤياك على إخوتك) في سورة يوسف ، ويقللها ورش.

2- مثواي (إنه ربي أحسن مثواي) في سورة يوسف ، ويقللها ورش ، أما (مثواه ومثواكم) يميلهما حمزة والكسائي.

3- محياي المضافة لضمير المتكلم (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي) الأنعام ، ويقللها ورش.

4- مشكاة (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) النور ، ويقللها ورش.

5- هداي المضافة إلى ضمير المتكلم (فمن تبع هداي) البقرة (فمن اتبع هداي) طه ، ويقللها ورش.

 ملاحظة: كتاب التيسير لم يذكر السور الإحدى عشر لأن ما سبق يشملها جميعا وذكر الشاطبي لها هو من زيادات الشاطبية على التيسير.

(جدول أحكام الإمالة لكلمة أحيا)

وأحيا

تمال لحمزة والكسائي

أحيا ، أحياكم ، أحياهم ، فأحيا ، ثم أحيا

للكسائي فقطتمال 

محياهم

تمال للكسائي فقط

محياي

تمال لدوري الكسائي فقط

11- أمال حمزة والكسائي رؤوس الآي في أواخر السور الإحدى عشر:

ومما أمالاه أواخر أي ما *** بطه وأي النجم كي تتعدلا

وفي الشمس والأعلى وفي الليل والضحى***وفي اقرأ وفي النازعات تميلا

ومن تحتها ثم القيامة ثم في ال *** المعارج يا منهال أفلحت منهلا

والسور الإحدى عشر هي (طه ، النجم ، الشمس ، الأعلى ، الليل ، الضحى ، العلق ، النازعات ، عبس ، القيامة ، المعارج).

والمعنى أن حمزة والكسائي يميلان رؤوس الآي في هذه السور في الكلمات التي تصح فيها الإمالة سواء كانت ذوات ياء ، أو ذوات راء ، أو ذوات واو قولا واحدا ، يستثنى لحمزة من رؤوس الآي ما انفرد بإمالته الكسائي مما ذكر في الأبيات السابقة (تلاها ، طحاها ، دحاها ، سجى).       

ملاحظة: عد الآيات مختلف فيه بين العد المدني الأول والثاني فمثلا (فعقروها) هي رأس آية في العد الأول ولست كذلك في الثاني.

هناك من رؤوس الأي في هذه السور ما لا تصح فيه الإمالة لحمزة والكسائي منها المنقلب عن التنوين أو الياء الأصلية وغيرها ، مثل (أمتا ، نسفا) (ولتصنع على عيني) (وأقم الصلاة لذكري) (فغشيهم من اليم ما غشيهم) (فلا تقهر ، فلا تنهر) هذه كلها رؤوس أي لا تصح فيها الإمالة.

12- كلمات أمالها بعض الرواة موافقين لحمزة والكسائي:

رمى صحبة أعمى في الإسراء ثانياً *** سوىً وسدىً في الوقف عنهم تسبلا

يعني أن (حمزة والكسائي وشعبة) يميلون كلمة (رمى) (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) في سورة الأنفال.

كما أمال (حمزة والكسائي وشعبة) كلمة (أعمى) الثانية في الإسراء (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) ، وكذلك أمال (حمزة والكسائي وشعبة) كلمتي (سوىً وسدىً) في سورة طه والقيامة عند الوقف عليهما ، أما وصلا فلا تمال بسبب التنوين.

13- كلمة تراءا في الشعراء (وهذا الموضع من انفرادات حمزة): 

وراء تراءا فاز في شعرائه ***

يعني كلمة (تراءا) في قوله تعالى في سورة الشعراء (فلما تراءا الجمعان) يميل الراء فيها حمزة ، وعند الوقف يميل الكسائي الهمزة والألف ، ويميل حمزة الراء والهمزة والألف ، ويقلل ورش الهمزة والألف حال الوقف مع مراعاة أوجه البدل ولا يقلل ورش الراء في هذه الكلمة ، أما موضع الأنفال (فلما تراءت الفئتان) فليس فيه إمالة لأحد من القراء.

14- كلمة أعمى الأولى في الإسراء:

وأعمى في الإسراء حكم صحبة أولا

يعني كلمة (أعمى) في الموضع الأول من قوله تعالى في سورة الإسراء (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى) ويميلها (شعبة وحمزة والكسائي وأبا عمرو) أما الموضع الثاني فهو ممال لمرموز (صحبة) فقط لقوله في البيت السابق (رمى صحبة أعمى في الإسراء ثانياً) ، وهذه هي الكلمة الوحيدة التي يميلها أبو عمرو من ذوات الياء.

ثالثاً: إمالة الألفات ذوات الراء

وما بعد راء شاع حكما وحفصهم *** يوالي بمجراها وفي هود أنزلا

والمعنى أن (حمزة والكسائي وأبا عمرو) يميلون ذوات الراء قولا واحدا ، مثل (ذكرى ، الشعرى ، مجراها ، بشرى ، نصارى ، أسارى ، شورى ، أخرى) وأمال معهم حفص عن عاصم كلمة (مجراها) في سورة هود ، والألف الممالة تأتي بعد الراء.

15- حكم كلمة نأى:

نأى شرع يمن باختلاف

يريد كلمة (نأى) من قوله تعالى في سورتي الإسراء وفصلت (وإذا أنعمنا على الأنسان أعرض ونأى بجانبه) ويميلها حمزة والكسائي ، ولا إمالة فيهما للسوسي على الصحيح من طريق التيسير فخلاف السوسي هنا لا يعتد به والإمالة هي في الألف التي بعد الهمزة مع الهمزة التي قبلها.

وشعبة *** في الإسراء وهم والنون ضوء سنا تلا

بمعنى أن شعبة يميل كلمة (نأى) في الإسراء مع حمزة والكسائي ولا إمالة له في موضع فصلت ، وأما النون في كلمة (نأى) فيميلها خلف والكسائي في الموضعين وبهذا يخرج خلاد وشعبة من إمالة النون ، ويقلل ورش في الموضعين.                                               

تنبيه: كلمة (كلتا) في سورة الكهف حال الوقف عليها ليس فيها إمالة ولا تقليل لأحد ، أما حال الوصل فإن الألف تسقط بسبب التقاء الساكنين.

16- حكم كلمة إناه:

إناه له شاف ....

يريد قوله تعالى (غير ناظرين إناه) في الأحزاب ، وقد أمال الألف بعد النون كل من (هشام وحمزة والكسائي) ، وقللها ورش.

17- حكم كلمة كلاهما:

وقل أو كلاهما *** شفا ولكسر أولياء تميلا

يريد قوله تعالى في سورة الإسراء (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما) والمعنى أن حمزة والكسائي أمالا الألف بعد اللام في كلمة (كلاهما) وسبب الإمالة إما كسرة الكاف كما ذكر الناظم بقوله (ولكسر) أو أن أصلها يائي (كليهما) ، وليس لورش فيها تقليل.

(مــذهـــب ورش)

وذو الراء ورش بين بين وفي أرا *** كهم وذوات اليا له الخلف جملا

ولكن رؤوس الأي قد قل فتحها *** له غير ما ها فيه فاحضر مكملا

* يعني أن ورشا يقلل ذوات الراء قولا واحدا مثل (بشرى ، ذكرى ، نصارى) سواءً اقترنت بهاء ضمير أم لا ، باستثناء كلمة (أراكهم) في سورة الأنفال فله فيها الفتح والتقليل وهي الكلمة الوحيدة من ذوات الراء التي فيها وجهان لورش ، وقد أمال حمزة والكسائي وأبا عمرو  ذوات الراء قولا واحدا كما تقدم.

* ولورش في ذوات الياء كلها وجهان الفتح والتقليل مثل (هدى ، الهدى ، رمى ، تقوى) والتقليل مقدم أداء إلا رؤوس الأي في السور الإحدى عشر فله فيها التقليل قولا واحدا إلا ما اقترن منها بهاء التأنيث مثل (دحاها ، ضحاها ، سواها ، طحاها) فله فيها وجهان الفتح والتقليل والفتح هو المقدم أداءً في السور الإحدى عشر ، أما في غيرها فإن التقليل هو المقدم مثل (فناداها ، فغشاها ، مرساها) ، أما ذوات الراء ففيها التقليل قولا واحدا سواءً اقترنت بهاء التأنيث أم لا مثل (ذكرى ، بشرى ، ذكراها ، مجراها).

ملخص مذهب ورش: يقلل ورش قولا واحدا ذوات الراء ورؤوس الأي في السور الإحدى عشر ، وله الفتح والتقليل في ذوات الياء وفي كلمة (أراكهم) وفيما اتصل بهاء التأنيث من رؤوس الأي في السور الإحدى عشر ما لم تكن ذات راء.

* الكلمات (يصلى ،  سيصلى ، مصلى) فيها الفتح والتقليل والمقدم هو الفتح مع تغليظ اللام ، أما ما كان منها بمعنى الصلاة وقد جاءت في ثلاثة مواضع هي (ولا صلى ، وذكر اسم ربه فصلى ، إذا صلى) فهذه الكلمات فيها التقليل قولا واحدا مع ترقيق اللام لأنها وقعت رأس آية في السور الإحدى عشر.

قول الشاطبي وذو الراء يعني به الألف التي جاءت بعد راء وتكون متطرفة مثل (بشرى ، ذكرى ، أخرى) أما إذا كانت متوسطة مثل (تراءا ، ران) فلا تقليل فيها لورش.

قال أبو شامة وقوله وذوات الياء ليس لتخصيص الحكم في الألفات المنقلبة عن ياء فقط بل يشمل كل ما أماله حمزة والكسائي أو انفرد به الكسائي أو الدوري ما عدا كلمات معدودة تفرد بها دوري الكسائي لا يقللها ورش.

تحريرات:

 إذا اجتمع في الآية بدل وذات ياء فإن لورش أربعة أوجه مقروء بها وهي:

1- قصر البدل مع فتح ذات الياء

2- توسط البدل مع تقليل ذات الياء

3- إشباع البدل مع فتح ذات الياء

4- إشباع البدل مع تقليل ذات الياء

مثل قوله تعالى (أن ءاتاه الله الملك) (وءات ذي القربى) (يا أيها الذين ءامنوا لا تكونوا كالذين ءاذوا موسى) ، وإذا خلت الآية من البدل فله في ذوات الياء الفتح والتقليل.

مستثنيات ورش:

* لورش الفتح قولا واحدا في كلمات (لدى ، زكى ، إلى ، حتى ، على) مثل حمزة والكسائي فليس لهما فيها إمالة.

* له الفتح قولا واحدا في الكلمات الخاصة بدوري الكسائي (ءاذانهم ، طغيانهم ، أنصاري ، يسارعوا ، وسارعوا ، نسارع ، الباري ، بارئكم).

* ليس لورش في القرآن كله إمالة كبرى إلا الهاء في كلمة (طه).

* لا يستثنى لورش مما أماله حمزة والكسائي أو مما انفرد به الكسائي من ذوات الياء أو ذوات الواو أو ألف التأنيث إلا أربع كلمات هي (مرضات ، كلاهما ، الربا ، مشكاة) وقد نظمها بعضم بقوله (ولم يقلل ورشهم مرضات *** كلاهما الربا كذا مشكاة).

* يستثنى لورش الأفعال معتلة العين جميعا التي انفرد حمزة بإمالتها (جاء ، شاء ، خاب ، خافوا ، طاب ، ضاقت ... الخ) فليس لورش فيها تقليل.
* ليس هناك تقليل لورش في الكلمات التالية (تمار ، الجوار ، مضار) لأن بعدها ياءٌ محذوفة.

قواعد في الفتح والإمالة لورش:

* ذوات الياء فيها الفتح والتقليل بحسب أحكام البدل مثل (وكفى ، القربى ، عيسى) وعلامتها يكون قبلها أي حرف غير الراء.

* ذوات الراء فيها التقليل فقط مثل (افترى ، اشترى ، بشرى) ولا ترتبط بالبدل وعلامتها يأتي قبلها حرف الراء.

* إذا جاءت ألف مدية وبعدها راء متطرفة مكسورة سواء اتصلت بضمير أم لا ففيها التقليل قولا واحداً لورش ولا ترتبط بالبدل ، مثل: (النارِ ، بالأسحارِ ، ءاثارِهم).

قوله تعالى (قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين) فيها أربعة أوجه لورش

1- فتح ذات الياء وفتح جبارين

2- فتح ذات الياء وتقليل جبارين

3- تقليل ذات الياء وفتح جبارين

4- تقليل ذات الياء وتقليل جبارين

وهناك طريقة أخرى وهي من وجهين الأول فتح ذات الياء وفتح جبارين ، والثاني تقليل ذات الياء وتقليل جبارين.

قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى).

فيها لورش ثمانية أوجه

1- توسط اللين المهموز وفتح ذات الياء وفتح الجار

2- توسط اللين المهموز وفتح ذات الياء وتقليل الجار

3- توسط اللين المهموز وتقليل ذات الياء وفتح الجار

4- توسط اللين المهموز وتقليل ذات الياء وتقليل الجار

5- إشباع اللين المهموز وفتح ذات الياء وفتح الجار

6- إشباع اللين المهموز وفتح ذات الياء وتقليل الجار

7- إشباع اللين المهموز وتقليل ذات الياء وفتح الجار

8-إشباع اللين المهموز وتقليل ذات الياء وتقليل الجار

وقد قال بعض أهل العلم بأن كلمتي (جبارين والجار) مرتبطة بذات الياء فإذا قللت ذات الياء تقلل الجار وجبارين وإذا فتحتها تفتح الجار وجبارين وهذا قول غير معول عليه.

                                    (مذهب أبي عمرو البصري)

 وكيف أتت فَعلى وآخر أي ما*** تقدم للبصري سوى راهما اعتلى

يعني أن أبا عمرو يقلل من ألف التأنيث ما كان على وزن (فَعلى ، فُعلى ، فِعلى) قولا واحداً مثل (الدُنيا ، طُوبى ، مُوسى ، التَقوى ، نَجوى ، يَحي ، ضِيزى ، سِيماهم ، عِيسى) سواءً كانت في السور الإحدى عشر أو في غيرها ، إلا إذا كانت ذات راء فهو يميلها إمالة كبرى مثل (ذكرى ، بشرى ، أخرى) ، أما فَعالى و فٌعالى فليس له فيها إلا الفتح ، مثل (اليتامى ، الأيامى ، كسالى ، سكارى) ، وليس له شيء في ذوات الياء (الألفات المنقلبة عن ياء) سواءً كانت أفعالا أو أسماءً ، مثل (أتى ، هدى ، الهدى ، رمى ، الهوى ، مأوى ، مولى ، أولى) إلا ما كان منها في السور الإحدى عشر فله فيها التقليل ، وكذلك كلمة (أعمى) الأولى في سورة الإسراء له فيها الإمالة ، وقوله (سوى راهما) الضمير يعود على فَعلى المثلثة وعلى رؤوس الأي في السور الإحدى عشر والمعنى أنه لا يقلل ذوات الراء في فَعلى وأخواتها ولا في رؤوس الأي من السور الإحدى عشر بل يميلها إمالة كبرى وقد قطع بهذا سابقا بقوله (وما بعد راء شاع حكما).

18- كلمات خاصة بدوري أبي عمرو:

ويا ويلتى أنى ويا حسرتى طوو *** وعن غيره قسها ويا أسفى العلى

يعني أن الدوري عن أبي عمرو يقلل قولا واحداً الكلمات التالية (يا ويلتى ، أنى ، يا حسرتى ، يا أسفى) ولا يقللها السوسي ، وقول الناظم (وعن غيره قسها) ، يعني أن حمزة والكسائي يميلانها لأنها تندرج تحت أصولهما ، ولورش فيها الفتح والتقليل لأنها من ذوات الياء.                 

19- كلمات خاصة انفرد بإمالتها حمزة دون غيره من القراء:

وكيف الثلاثي غير زاغت بماضيٍ*** أمل خاب خافوا طاب ضاقت فتجملا

وحاق وزاغوا جاء شاء وزاد فز

يعني أن حمزة وحده أمال مجموعة من الأفعال معتلة العين وهي: (خاب ، خاف ، طاب ، ضاق ، حاق ، زاغ ، جاء ، شاء ، زاد) وإذا اتصل أحد هذه الأفعال بضمير يمال أيضا مثل (خافوا ، ضاقت ، زاغوا) ، واستثنى مما اتصل بضمير كلمة (زاغت) في سورة الأحزاب فليس فيها إمالة ، وليس لورش تقليل في هذه الأفعال جميعا.

 وهذه الأفعال تمال بشروط هي:

1- أن يكون الفعل فعلاً ماضياً فإن تحول إلى مضارع أو أمر لا يمال مثل (فأخاف ، وخافون ، يشاء).

2- أن يكون معتل العين.

3- أن يكون الفعل ثلاثي فإذا كان رباعياً لا يمال وقد جاء رباعياً في فعلين من هذه الأفعال هما (فأجاءها ، أزاغ الله).

 وجاء ابن ذكوان وفي شاء ميلا ** فزادهم الأولى وفي الغير خلفه

يعني أن ابن ذكوان وافق حمزة في إمالة ثلاثة أفعال معتلة العين وهي (جاء ، شاء) قولا واحدا في كل القرآن ، وكذلك كلمة (زاد) من قوله تعالى في سورة البقرة (فزادهم الله مرضا) يميلها ابن ذكوان قولا واحدا ، وبقية مواضع (زاد) له فيها وجهان الفتح والإمالة ، مثل (فزادهم إيمانا ، وزاده في الخلق بسطة).

وقل صحبة بل ران واصحب معدلا

يعني أن (شعبة وحمزة والكسائي) يميلون الألف من كلمة (ران) في قوله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم) في المطففين وليس فيها تقليل لورش لأن ألفها متوسطة.

20- أحكام إمالة الألفات قبل الراء المتطرفة المكسورة:

وفي ألفات قبل را طرف أتت ** بكسر أمل تدعى حميدا وتقبلا

كأبصارهم والدار ثم الحمار مع ** حمارك والكفار واقتس لتنضلا

يعني أن كلا من دوري الكسائي وأبي عمرو أمالا كل ألف جاءت قبل راءٍ متطرفة مكسورة كسرة أصلية.

مثل: (الكفار ، الحمار ، الأبصار ، أبصارهم ، حمارك ، النهار ، النار ، البوار ، القهار) ، أما إذا كانت كسرة الراء عارضة فلا تمال ، وقللها ورش قولا واحدا لقول الإمام الشاطبي  لاحقاً (وورش جميع الباب كان مقللا) ، ولا إمالة لحمزة في هذا الباب إلا في كلمتي (البوار والقهار) لحمزة فيهما التقليل مثل ورش ،  أما إذا كانت الراء متوسطة فلا إمالة فيها لأحد مثل (نمارق ، الحواريين).

وإذا كانت الراء مفتوحة لا تمال مثل (ويولج النهارَ في الليل) ، وكذلك راء كلمة (فلا تمار) لا تمال لأن بعدها ياء حذفت للجزم ، وكذلك راء كلمة (الجوار) في سورة الشورى الراء فيها متوسطة لأنها من باب المنقوص على وزن فواعل فحذفت الياء من آخرها للتخفيف ولالتقاء الساكنين في سورتي الرحمن والتكوير ، ومما يجب معرفته أن الألف لا تمال إلا إذا اتصلت بالراء ولم يفصل بينهما فاصل ، أما إذا فصل بينهما فاصل فلا تمال الألف مثل كلمة (طائر) فصلت الهمزة بين الألف والراء وكذلك راء كلمة (مضار ، بضارهم) أصلها (مضارر) فسكنت الراء الأولى وأدغمت في الثانية.

واقتس لتنضلا: يعني قس على هذه القاعدة كل الكلمات الموافقة لها في القرآن كله مثل (النهار ، النار ، البوار ، القهار) ونحوها.

ومع كافرين الكافرين بيائه**

هنا نص على كلمتين تحلقان بهذا الباب إذا كان آخرهما ياء ونون وهما (كافرين ، الكافرين ، بكافرين) ، أما إذا كان أخرهما واو ونون فليس فيهما إمالة ، مثل (الكافرون ، كافرون).

21- إمالة كلمة (هار) بسورة التوبة:

وهار روى مرو بخلف صد حلا

بدار

أمال الكسائي وابن ذكوان بخلف عنه وشعبة وأبا عمرو وقالون كلمة (هار) في سورة التوبة ، وهي الإمالة الكبرى الوحيدة في القرءان الكريم لقالون ، وقللها ورش.

22- إمالة كلمتي جبارين والجار:

 وجبارين والجار تمموا ***

يعني أن دوري الكسائي انفرد وحده بإمالة كلمتي (جبارين والجار) في سورتي المائدة والنساء دون غيره.

وورش جميع الباب كان مقللا

يقصد بالباب من قوله (وفي ألفات قبل راء طرف أتت إلى قوله وجبارين والجار تمموا) والمعنى أن ورشاً يقلل قولا واحداً كل ألف جاء بعدها راء متطرفة مكسورة ، ويقلل كذلك كلمتي كافرين والكافرين ، وجبارين والجار.  

وهذان عنه باختلاف...

الضمير في هذان يعود على كلمتي (جبارين والجار) وفي عنه يعود على ورش ، والمعنى أن لورش في كلمتي جبارين والجار وجهان الفتح والتقليل سواءً قصر البدل أو وسطه أو مده فهما لا ترتبطان بالبدل.

23- إمالة كلمتي البوار والقهار:

ومعه في ال *** بوار وفي القهار حمزة قللا

يعني أن حمزة وافق ورشاً في تقليل كلمتي (البوار والقهار) ، وهي ممالة لأبي عمرو ودوري الكسائي كما تقدم.

24- إمالة الألف الواقعة بين رائين في كلمة واحدة:

وإضجاع ذي رائين حج رواته *** كالأبرار والتقليل جادل فيصلا

يعني أن أبا عمرو والكسائي يميلان الألف الواقعة بين رائين في كلمة واحدة إذا كانت الراء الثانية مكسورة ، ويقللها ورش وحمزة قولا واحدا مثل (كلا إن كتاب الأبرارِ لفي عليين ، من الأشرارِ ، دار القرارِ) ، أما إذا كانت الراء الثانية مفتوحة فليس فيها إمالة ولا تقليل لأحد مثل (إن الأبرارَ لفي نعيم).

تخليص: قلل حمزة مما يمال في الباب كلمات (البوار ، والقهار ، وذوات الرائين) فقط وباقي الباب على الإمالة الكبرى ، وورش في كل الباب له التقليل فقط ، وأبا عمرو يقلل أوزان فعلى المثلثة ويميل ذوات الراء ، والكسائي على الإمالة في كل الباب.

25- كلمات خاصة بدوري الكسائي:

وهي خاصة بدوري الكسائي ولا يدخل معه فيها أحد من القراء لا إمالة ولا تقليل ، وعددها اثنا عشر كلمة:

وإضجاع أنصاري تميم وسارعوا *** نسارع والباري وبارئكم تلا

وأذانهم طغيانهم ويسارعو *** ن أذاننا عنه الجواري تمثلا

يواري أواري في العقود بخلفه ....

والمعنى أن دوري الكسائي انفرد بإمالة هذه الكلمات دون غيره وهي (أنصاري  ، وسارعوا ، نسارع  ، البارئ ، بارئكم  ، أذانهم ، طغيانهم ، يسارعون ، أذاننا ، الجواري ، يواري ، أواري) ، قال ابن الجزري بأن كلمتي (يواري ، أواري) في سورة المائدة ليست ممالة لدوري الكسائي من طريق الشاطبية وهو الصحيح.

26- إمالة كلمتي (ضعافا ، ءاتيك):

ضعافا وحرفا النمل ءاتيك قولا ** بخلف ضممناه

يعني أن خلاداً أمال بخلف عنه الألف في كلمة (ضعافا) في سورة النساء ، وفي كلمتي (ءاتيك) في سورة النمل وأمالها خلف قولا واحدا ، ولنا أن نقول أمالها حمزة بخلف عن خلاد.

قال تعالى (الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم) النساء ، (أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك) (أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) النمل.

27- كلمات خاصة بهشام:

مشارب لامع *** وءانية في هل أتاك لأعدلا

وفي الكافرون عابدون وعابد ***

يعني أن هشام منفردا أمال الألف في أربع كلمات هي:

1- مشارب (ولهم فيها منافع ومشارب) سورة يس.

2- ءانية (تسقى من عين ءانية) سور الغاشية.

3- عابدون وعابد (ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم) سورة الكافرون.

28- إمالة كلمة الناس المجرورة:

وخلفهم في الناس في الجر حصلا

ظاهر النص أن إمالة وفتح كلمة الناس المجرورة هي لأبي عمرو براوييه الدوري والسوسي ، إلا أن الصحيح هو ما رواه السخاوي عن الشاطبي أن الإمالة في الناس المجرورة هي للدوري فقط ، والفتح للسوسي فلا يقرأ للدوري من طريق الشاطبية إلا بإمالة الناس المجرورة ولا يقرأ للسوسي إلا بفتحها ، وخصص الناس المجرورة ليخرج المضمومة والمفتوحة.

29- مواضع يميلها ابن ذكوان ويشترك معه بعض القراء في بعض الكلمات:

حمارك والمحراب إكراههن وال *** حمار وفي الإكرام عمران مثلا

وكل بخلف لابن ذكوان غير ما *** يجر من المحراب فاعلم لتعملا

يعني أن ابن ذكوان له الفتح والإمالة في هذه الكلمات الستة إلا كلمة (المحراب) المجرورة فله فيها الإمالة فقط وهذه الكلمات هي:

1- حمارك (وانظر إلى حمارك) البقرة  ، يميلها ابن ذكوان بخلف عنه ، ويميلها أبو عمرو والدوري قولا واحدا ويقللها ورش.

2- إكراههن (من بعد إكراههن) النور ، يميلها ابن ذكوان بخلف عنه ، ولا يدخل معه أحد.

3- حمار (كمثل الحمار) الجمعة  ، يميلها ابن ذكوان بخلف عنه ، ويميلها أبو عمرو ودوري الكسائي قولا واحدا ويقللها ورش.

4- الإكرام (ذو الجلال والإكرام – ذي الجلال والإكرام) في سورة الرحمن  ، يميلها ابن ذكوان بخلف عنه ، ولا يدخل معه أحد.

5- عمران (وآل عمران على العالمين) آل عمران (امرأت عمران) التحريم  ، يميلها ابن ذكوان بخلف عنه.

6- المحراب فيها الفتح والإمالة لابن ذكوان ، إلا إذا كانت مجرورة فله الإمالة فقط ، وقد جاءت مجرورة في موضعين هما (وهو قائم يصلي في المحراب) صاد (فخرج على قومه من المحراب) مريم ، أما المنصوبة والمرفوعة فله فيها وجهان الفتح والإمالة مثل: (كلما دخل عليها زكريا المحراب) مريم ، (إذ تسوروا المحراب) ص.

قواعد عامة في الفتح والإمالة:

ولا يمنع الإسكان في الوقف عارضا *** إمالة ما للكسر في الوصل ميلا

بمعنى إذا كانت الكلمة في الوصل ممالة بسبب الكسرة فهي عند الوقف عليها ممالة أيضا لأن الإمالة أصيلة في الكلمة.

مثل: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار) (فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون) الأنعام.

وقبل سكون قف بما في أصولهم ***

يعني إذا سقطت الألف الممالة وصلا بسبب التقاء الساكنين فعند الوقف عليها تعود الإمالة والتقليل إلى أصلهما لمن كان مذهبه الإمالة والتقليل مثل (موسى الهدى ، عيسى ابن مريم ، نرى الله ، ذكرى الدار ، القرى التي) ، فإذا وقفنا على كلمة موسى نقف بالفتح لمن مذهبهم الفتح وبالإمالة لمن مذهبهم الإمالة وبالتقليل لمن مذهبه التقليل كل على أصله.           

وذو الراء فيه الخلف في الوصل يجتلى

كموسى الهدى عيسى ابن مريم والقرى ال *** تي مع ذكرى الدار فافهم محصلا

يعني أن للسوسي الفتح والإمالة في وصل ذوات الراء التي سقطت ألفها الممالة بسبب التقاء الساكنين وليس لغيره في الوصل إلا الفتح.

مثل: (بخالصة ذكرى الدار ، القرى التي باركنا فيها ، نرى الله ، فسيرى الله عملكم ، الكبرى اذهب) ، وإذا جاء لفظ الجلالة بعد ذوات الراء فإن للسوسي وصلا في لام لفظ الجلالة ثلاثة أوجه.

مثل:

نرى الله = بالفتح مع تفخيم اللام

نرى الله = بالإمالة مع تفخيم اللام

نرى الله = بالإمالة مع ترقيق اللام

 وقد فخموا التنوين وقفا ورققوا ***

التفخيم هنا يقصد به الفتح والترقيق يقصد به الإمالة ويبين لنا الناظم في هذا البيت حكم الوقف على الكلمات المنونة إذا كانت مما تصح فيه الإمالة وفيها ثلاثة مذاهب:                      

المذهب الأول: هو الفتح مطلقا

المذهب الثاني: هو الإمالة مطلقا

مثل: (مسمىً ، مولىً ، غزىً ، تتراً).

المذهب الثالث:

وتفخيمهم في النصب أجمع أشملا

مسمىً ومولىً رفعه مع جره *** ومنصوبه غزىً وتترا ً تزيلا

هذا هو المذهب الثالث وهو الفتح إذا كانت الكلمة منصوبة والإمالة إذا كانت مرفوعة أو مجرورة.

والصحيح هو النظر في الكلمة الموقوف عليها فإن كانت من الكلمات الممالة تمال لمن مذهبهم الإمالة وتقلل لمن مذهبه التقليل وتفتح لمن مذهبهم الفتح ، والخلاف الذي حكاه الشاطبي هنا هو على سبيل الحكاية لا الرواية لأن الداني نص على المذهب الصحيح والذي هو مذهب الجمهور وهو الإمالة عند الوقف عليها لمن مذهبهم الإمالة.

انتهى باب الفتح والإمالة،،،،

 (أحكام إمالة ذكرت في فرش السور)

أحكام كلمات ممالة وردت في آل عمران:

وإضجاعك التوراة ما رد حسنه ** وقلل في جود وبالخلف بللا

يعني أن الألف في كلمة (التوراة) يميلها ابن ذكوان والكسائي وأبا عمرو ، ويقللها ورش وحمزة ، وقالون له فيها الفتح والتقليل.

وذكر فنادته وأضجعه شاهدا

يعني أن حمزة والكسائي يقرئان (فنادته الملائكة) يقرئانها بالتذكير (فناداه الملائكة) مع إمالة الألف.

أحكام الإمالة في الحروف المقطعة في فواتح السور وقد ذكرت في فرش سورة يونس:

وإضجاع را كل الفواتح ذكره ** حمى غير حفص طا و يا صحبة ولا

وكم صحبة يا كاف والخلف ياسر ** و ها صف رضى حلوا وتحت جنى حلا

شفا صادقا ، حم مختار صحبة ** وبصر وهم أدرى وبالخلف مثلا

وذو الراء لورش بين بين ونافع ** لدى مريم ها يا ، و حا جيده حلا

(جدول الإمالة في فواتح السور)

الحرف الممال

أصحاب الإمالة

أصحاب التقليل

الـــر

ابن عامر ، شعبة ، حمزة ، الكسائي ، أبو عمرو

ورش

ط

شعبة ، حمزة ، الكسائي

لا أحد

يـــس

شعبة ، حمزة ، الكسائي

لا أحد

يـــ   - مريم

ابن عامر ، شعبة ، حمزة ، الكسائي

نافع

هـ   - مريم

شعبة ، الكسائي ، أبو عمرو

نافع

هـ   - طه

ورش ، أبو عمرو ، شعبة ، حمزة ، الكسائي

لا أحد

ح

ابن ذكوان ، شعبة ، حمزة ، الكسائي

ورش ، وأبا عمرو

أدرى (كيفما تصرفت)

أبو عمرو ، ابن ذكوان بخلف ، شعبة ، حمزة ، الكسائي

ورش

تنبيه: خلف السوسي في إمالة ياء مريم ليس من طريق الشاطبية.

أحكام إمالة الفعل الماضي (رأى) وقد ذكرت أحكامه في فرش سورة الأنعام:

ينقسم الفعل الماضي (رأى) من حيث الحرف الذي بعده إلى قسمين ، القسم الأول يأتي بعده متحرك والقسم الثاني يأتي بعده ساكن.

وحرفي رأى كلا أمل مزن صحبة ** وفي همزه حسن وفي الراء يجتلى

بخلف

يبين في هذا البيت حكم الفعل الماضي (رأى) الذي بعده متحرك ، ويميل الراء والهمزة في هذا النوع كلا من ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي ويميل أبو عمرو الهمزة فقط دون الراء ولا اعتبار لخلف السوسي في الراء من طريق الشاطبية.

مثل: (رأى كوكبا ، رأى قميصه ، رأى نارا ، وإذا رءاك الذين كفروا ، رءاها تهتز ، فرءاه حسنا) بالنسبة لشعبة وحمزة والكسائي وأبا عمرو يميلون الفعل (رأى) سواءً اتصل بضمير أو لم يتصل بضمير.

وخلف فيهما مع مضمر ** مصيب وعن عثمان في الكل قللا

يعني أن لابن ذكوان في الفعل الماضي (رأى) إذا اتصل بضمير له فيه وجهان الفتح والإمالة ، مثل (وإذا رءاك الذين كفروا ، رءاها تهتز ، فرأه حسنا) ، أما إذا لم يأت بعده ضمير فله فيه الإمالة قولا واحدا ، مثل (رأى كوكبا ، رأى قميصه ، رأى نارا) ، وقوله وعن عثمان في الكل قللا ، يعني أن لورش التقليل للهمزة والراء قولا واحداً في هذا الفعل سواء اتصل بضمير أم لم يتصل بضمير.

وقبل السكون الرا أمل في صفا يد ** بخلف

هنا يذكر أحكام إمالة القسم الثاني من الفعل (رأى) وهو الذي بعده ساكن ، والمعنى أن كلا من شعبة وحمزة والسوسي يميلون الراء فقط دون الهمزة حال الوصل إذا وقع الفعل (رأى) قبل حرف ساكن ، مثل (رأى القمر ، رأى الشمس ، رأى الذين) بخلف عن السوسي أي أن للسوسي الفتح والإمالة للراء هنا هذا ظاهر النص والصحيح أن السوسي ليس له إمالة هنا من هذا الطريق ، فتكون الإمالة في الراء لشعبة وحمزة فقط.

وقل في الهمز خلف يقي صلا

معنى هذا الشطر من البيت أن للسوسي وشعبة الخلف في إمالة الهمزة من الفعل (رأى) الذي جاء بعده ساكن ولكن الصحيح والذي عليه العمل أنه ليس لأحد إمالة للهمزة هنا.

الخلاصة: أن الفعل (رأى) الذي جاء بعده ساكن يميل الراء فيه شعبة وحمزة فقط حال الوصل وليس لأحد إمالة في الهمزة وقد جاء هذا الفعل قبل ساكن في ستة مواضع هي (رأى القمر ، رأى الشمس) في الأنعام ، (رأى الذين) موضعين في النحل ، (رأى المجرمون النار) في الكهف ، (رأى المؤمنون الأحزاب) في الأحزاب.

وقف فيه كالأولى

يعني إذا وقفت على الفعل (رأى) الذي بعده ساكن يكون حكمه حكم الفعل الذي بعده متحرك فيميل الراء والهمزة فيه ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي ويقللهما ورش ، ويميل أبو عمرو الهمزة فقط.

ونحو رأت رأوا بفتح الكل وقفا وموصلا 

يعني إذا كان الساكن الذي بعد الفعل (رأى) ملازما له لا ينفك عنه فليس فيه إمالة لأحد من القراء بل الجميع يقرؤه بالفتح وصلا ووقفا.

مثل: (رأته ، وإذا رأوك ، وإذا رأوهم ، فلما رأوه ، وإذا رأيت ، فلما رأينه ، إذا رأتهم).


(تحميل شرح باب الفتح والإمالة PDF)

(تحميل شرح أصول الشاطبية والدرة المضية مفهرس PDF)


حقوق الطبع والنشر متاحة لكل مسلم

(تحميل ملخص شرح أصول الشاطبية مع ملحق للتحريرات)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل ملخص شرح أصول الدرة المضية)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل ملخص شرح منظومة تلخيص صريح النص)

(تحميل ملف تحريرات الشاطبية)

وهيب الحاشدي
بواسطة : وهيب الحاشدي



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-