أهم العناوين

شرح الشاطبية (باب الاستعاذة)

شرح الشاطبية (باب الأستعاذة)


(باب الاستعاذة)


الاستعاذة: هي طلب الالتجاء إلى الله أو العوذ أو العصمة من الشيطان الرجيم وهي دعاء بمعنى اللهم أعذني من الشيطان الرجيم.

حكم الاستعاذة: من أهل العلم من يرى أنها واجبة لكل القراء ومنهم من يرى أنها مستحبة وهو رأي الجمهور.

إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ ** جهاراً من الشيطان بالله مسجلا

أمر الإمام بالجهر بالاستعاذة عند البدء في قراءة القرآن الكريم ، وللعلماء تفصيل في مواضع الجهر والإسرار بالاستعاذة كالتالي:

مواضع الجهر بالاستعاذة:

1-إذا كان القارئ في حضرة سامع

2-إذا كان القارئ في جماعة وكان هو المبتدئ بالتلاوة

مواضع الإسرار بالاستعاذة:

1-إذا كان القارئ يقرأ سرا سواء كان منفردا أو في مجلس

2-إذا كان القارئ خاليا سواء قرأ سرا أو جهرا

3-في الصلاة سواء كانت سرية أو جهرية وسواء كان إماما أو مأموما

4-إذا كان القارئ يقرأ في مجلس يتدارس فيه القرآن ولم يكن هو المبتدئ بالتلاوة

على ما أتى في النحل يسراً وإن تزد ** لربك تنزيهاً فلست مجهلا

أمر الإمام بالاستعاذة على النحو الذي أمر الله به في سورة النحل في قوله تعالى (فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) مع جواز الزيادة على هذه الصيغة.

صيغ الاستعاذة:

ومن صيغ الاستعاذة الجائزة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو أدنى الكمال ، أو أعوذ بالله من الشيطان وهو أقل من الكمال ، وكذلك قولك أعوذ بالله.

الزيادات على الكمال وكلها صحيحة ثابتة في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

1-أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

2-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم

3-أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي

4-أعوذ بالله القادر من الشيطان الغادر

5-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه 

وقد ذكروا لفظ الرسول فلم يزد ** ولو صح هذا النقل لم يبق مجملا

المقصود بقوله (وقد ذكروا لفظ الرسول فلم يزد) فيه إشارة إلى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود أن يلزم الاستعاذة على الصيغة الواردة في سورة النحل عندما قرأ عنده فقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن أم عبد اقرأ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وقوله ولو صح هذا النقل لم يبق مجملا يعني أنه لو صحت أحاديث ترك الزيادة لذهب إجمال الآية وتعين لفظها فلا يجوز العدول عنه إلى غيره وفي هذا القول إشارة إلى ضعف أحاديث ترك الزيادة في الاستعاذة على اللفظ الوارد في سورة النحل.   

وفيه مقال في الأصول فروعه ** فلا تعد منها باسقا ومظللا

أي أن الخلاف في الاستعاذة وألفاظها ومواضع الجهر والإسرار بها مبسوط في علم أصول الفقه الذي يبحث في وجوب الاستعاذة واستحبابها ، وعلم أصول الحديث الذي يبحث في صحة الأحاديث الواردة فيها ، وعلم أصول القراءات الذي يبحث في ألفاظ الاستعاذة وزياداتها ومواضع الجهر والإسرار بها فلا تخرج عن أقوال أهل العلم فيها.   

وإخفاؤه فصل أباه وعاتنا ** وكم من فتى كالمهدوي فيه أعملا

ظاهر البيت أن إخفاء الاستعاذة ورد عن حمزة ونافع هذا لمن قال بأن في البيت رمز ولكن الصحيح أنه لا رمز في البيت فيكون المعنى أن إخفاء الاستعاذة فصل أي وجه أباه وعاتنا أي رده علمائنا وحفاظنا ، وقد روى خلف عن سليم عن حمزة أن حمزة كان يجهر بالاستعاذة في الفاتحة ويسر بها في سائر القرآن ، وروى خلاد عن سليم عن حمزة أنه كان يخير القارئ بين الجهر والإسرار بالاستعاذة.    

وكم من فتى كالمهدوي فيه أعملا

المهدوي هو أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي من علماء القراءات والمعنى أنه قد أعمل فكره وعقله في تصحيح إخفاء الاستعاذة عن حمزة ونافع والقراءة والإقراء به والضمير في قوله (فيه أعملا) عائد على الإخفاء.                                                    

(تحميل شرح باب الاستعاذة PDF)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل شرح أصول الشاطبية والدرة المضية مفهرس PDF)


حقوق الطبع والنشر متاحة لكل مسلم

(تحميل ملخص شرح أصول الشاطبية مع ملحق للتحريرات)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل ملخص شرح أصول الدرة المضية)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل ملخص شرح منظومة تلخيص صريح النص)

(تحميل ملف تحريرات الشاطبية)

وهيب الحاشدي
بواسطة : وهيب الحاشدي



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-