أهم العناوين

شرح مقدمة الشاطبية (شرح اصطلاحات الشاطبية حرز الأماني ووجه التهاني)


شرح الشاطبية (شرح اصطلاحات الشاطبية حرز الاماني ووجه التهاني)

(تعريف علم القراءات)

علم القراءات: هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وطرق أدائها اتفاقا واختلافا مع عزو كل وجه لناقله.

الأحرف السبعة: اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على أقوال كثيرة وأظهر هذه الأقوال هو قول الجمهور وهو أن المراد بالأحرف السبعة التعبير عن المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو (هلم ، وتعال ، وأقبل) ، وهذا لا يعني أن يأتي الإنسان بلفظ من عنده يقارب معنى القرآن الكريم بل يلتزم بما جاء به الوحي وصحت به الرواية المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فيكون قد كذب على الله ورسوله ، والقول الثاني يقول بأن المراد بالأحرف السبعة هي لغات سبعة من لغات العرب الفصيحة ، وقد رجح الشيخ عبدالفتاح القاضي صاحب كتاب الوافي مذهب الإمام أبي الفضل الرازي وهو أن المقصود بالأحرف السبعة الأوجه التي يقع بها التغاير والاختلاف وهذه الأوجه لا تخرج عن سبعة اختلافات هي:

1-اختلاف الأسماء من حيث الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث

مثل: (مسكين) - تقرأ - (مساكين) ، (الغرفات) - تقرأ - (الغرفة) ، (يقبل) - تقرأ - (تقبل) ، (تتوفاهم الملائكة) - تقرأ - (يتوفاهم الملائكة). 

2-اختلاف تصريف الأفعال ما بين ماض ومضارع وأمر

مثل: (فمن تطوع) - تقرأ - (فمن يطوع) ، (فنجي من نشاء) - تقرأ - (فنُنجي من نشاء) ، (قال أعلمٌ أن الله) - تقرأ - (قال اعلم أن الله) بالجزم.

3-اختلاف وجوه الإعراب

مثل: (ولا تُسألُ عن أصحاب الجحيم) على اعتبار أن (لا) نافية - وتقرأ - (ولا تَسأل عن أصحاب الجحيم) على اعتبار أن (لا) ناهية.

4-اختلاف الزيادة والنقص أو الحذف والإثبات

مثل: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم) - تقرأ - بحذف الواو (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) (وقالوا اتخذ الله ولدا) تقرأ (قالوا اتخذ الله ولدا).

5-الاختلاف في التقديم والتأخير (للكلمة كلها أو لحرف في الكلمة)

مثل: (وقاتلوا وقتلوا) - تقرأ - (وقُتلوا وقاتلوا) (ختامه مسك) - تقرأ - (خاتمه مسك) (نأى بجانبه) - تقرأ - (ناء بجانبه).

6-الاختلاف في القلب والإبدال للحرف أو للكلمة (وهو جعل حرف مكان حرف)

مثل: (هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت) - تقرأ - (تتلوا) (وتوكل على العزيز الرحيم) - تقرأ - (فتوكل) في الشعراء (بضنين - تقرأ - بظنين).

7-الاختلاف في اللهجات

كالفتح والإمالة والتسهيل والتحقيق والتفخيم والترقيق والإدغام والإظهار ويدخل فيه أيضا طريقة نطق الكلمات مثل: (خطوات ، زبورا ، شنأن ، بيوت ، السحت ، الإذن ، بزعمهم ، بالغدوة).

وأول من سبع السبعة هو الإمام ابن مجاهد في كتابه السبعة.

ضوابط القراءة الصحيحة المقبولة:

1- التواتر وهو أن ينقله جمع عن جمع بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب لاختلاف مشاربهم وبلدانهم.

2- موافقتها للرسم العثماني ولو احتمالا.

3- موافقتها لوجه من أوجه اللغة العربية ولو كان ضعيفا.

قال ابن الجزري:

فكل ما وافق وجه نحو ** وكان للرسم احتمالا يحوي

وصح إسنادا هو القرآن ** فهذه الثلاثة الأركان

وحيث ما يختل ركن أثبت** شذوذه لو أنه في السبعة

فكن على نهج سبيل السلف**في مجمع عليه أو مختلف

الفرق بين القراءة والرواية والطريق

القراءة: هي كل خلاف نسب إلى إمام من الائمة العشرة مما أجمع عليه الرواة عنه.

الرواية: هي كل خلاف نسب إلى الراوي الأخذ عن الإمام.

الطريق: هو كل خلاف نسب إلى الأخذ عن الراوي وإن سفل.

مثل: قراءة كلمة (ضَعف) في سورة الروم ، بالفتح نقول هي قراءة حمزة لاتفاق راوييه على الفتح فيها ، ورواية شعبة لأنه رواها بالفتح فقط عن عاصم وليس له فيها ضم ، وطريق عبيد ابن الصباح عن حفص لأنه رواها عن حفص بالفتح ولحفص فيها قراءة أخرى بالضم من طريق آخر.

الفرق بين الخلاف الواجب والخلاف الجائز

الخلاف الواجب: هو خلاف الأوجه التي يتعين على القارئ أن يأتي بها جميعا فهي عين الروايات والقراءات والطرق ولو أخل بشيء منها عد ذلك نقصا في روايته مثل أوجه مد البدل لورش فهي طرق وإنما عبر عنها بالأوجه تساهلا.

وأما الخلاف الجائز: فهو خلاف الأوجه التي هي على سبيل التخيير والإباحة مثل أوجه العارض للسكون.

شرح المقدمة والاصطلاحات

جزى الله بالخيرات عنا أئمة**لنا نقلوا القرءان عذباً وسلسلا

دعا الإمام لهؤلاء الأئمة بخير الجزاء على ما نقلوه لنا من كتاب الله عذباً سائغاً لا زيادة فيه ولا نقصان كما تلقوه عن غيرهم.

فمنهم بدور سبعة قد توسطت**سما العلى والعدل زهراً وكملا

يعني أن من هؤلاء النقلة سبعة رجال هم كالقمر المنير الذي توسط السماء في الليلة الرابعة عشرة وشبههم بالبدور في علو منزلتهم وغزارة علمهم وهؤلاء البدور السبعة هم (نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي).

لها شهب عنها استنارت فنورت**سواد الدجى حتى تفرق وانجلى

يعني أن لهؤلاء القراء السبعة رواة هم كالشهب في الهداية والعلو أخذوا عنهم القراءة وعلموها للناس فأزالوا عنهم ظلمة الجهل ، وهؤلاء الشهب هم (قالون وورش ، البزي وقنبل ، الدوري والسوسي ، هشام وابن ذكوان ، شعبة وحفص ، خلف وخلاد ، أبو الحارث والدوري). 

وسوف تراهم واحداً بعد واحدً**مع اثنين من أصحابه متمثلا

يعني أنه سيذكر هؤلاء الأئمة وسيذكر مع كل واحد منهم اثنين من أشهر من روى عنهم ، وهؤلاء الرواة هم على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: رواة أخذوا عن الإمام مباشرة دون واسطة وهم قالون وورش عن نافع ، وشعبة وحفص عن عاصم ، وأبو الحارث والدوري عن الكسائي.

القسم الثاني: رواة بينهم وبين الإمام راوٍ واحد وهم الدوري والسوسي عن اليزيدي عن أبي عمرو ، وخلف وخلاد عن سليم عن حمزة.

القسم الثالث: رواة بينهم وبين الإمام أكثر من راوي وهم البزي وقنبل عن ابن كثير ، وهشام وابن ذكوان عن ابن عامر فهؤلاء الرواة بينهم وبين الإمام أكثر من راوي.

تخيرهم نقادهم كل بارعٍ**وليس على قرءانه متأكلا

يعني أن نقاد العلماء اختاروا من بين القراء هؤلاء الأئمة السبعة والرواة الأربعة عشر على غيرهم لفضلهم وعلو مكانتهم علماً وعملاً ولزهدهم في الدنيا فلم يجعلوا من قراءتهم تعلماً وتعليماً سبب رزقهم ومورد كسبهم.

أبو عمرهم واليحصبي ابن عامر**صريح وباقيهم أحاط به الولاء

يعني أن أبا عمرو البصري وابن عامر اليحصبي هم من العرب الأقحاح وباقي الأئمة الكرام هم من غير العرب.

لهم طرق يهدى بها كل طارق**

يعني أن لهؤلاء القراء ورواتهم مذاهب في الأصول والفرش واضحة بينة يهتدي إليها كل من أراد معرفتها وسلك سبيل تعلمها.

ولا طارق يخشى بها متحملا

يعني أن هذه المذاهب لما اتضحت معالمها وثبتت قواعدها لا يخشى عليها أي مدلس أو مضلل ماكر.

وهن اللواتي للمواتي نصبتها**مناصب فانصب في نصابك مفضلا

يعني أن هذه القراءات والروايات أبرزتها ورفعتها في هذا النظم للموافق لي على معرفتها فشمر عن ساعد الجد في تحصيل نصيبك منها. 

جعلت أبا جاد على كل قارئ *** دليلا على المنظوم أول أولا

يعني أنه جعل حروف المعجم (أبجد هوز) رموزاً للقراء ورواتهم فيجعل الحرف الأول للقارئ الأول والحرف الثاني لراويه الأول والحرف الثالث لراويه الثاني وهكذا فمثلا (أ ، ب ، ج) الهمزة رمز لنافع براوييه ، والباء لقالون والجيم لورش منفردين ، وكذلك (د ، هـ ، ز) الدال رمز لابن كثير براوييه ، والهاء للبزي والزاي لقنبل منفردين ، وكذلك (ح ، ط ، ي) الحاء رمز لأبي عمرو براوييه ، والطاء للدوري والياء للسوسي منفردين وهكذا ، وهذه الرموز تنقسم إلى قسمين رئيسيين:

القسم الأول: رموز حرفية ، وهذه الرموز الحرفية تنقسم إلى قسمين ، رموز حرفية فردية كل حرف منها يدل على قارئ أو راوٍ واحد وهي (أبج ، دهز ، حطي ، كلم ، نصع ، فضق ، رست) ، ورموز حرفية جمعية كل حرف منها يدل على أكثر من قارئ وهي (ثخذ ظغش).

القسم الثاني: رموز كلمية وهذه الرموز الكلمية عددها ثمان كلمات هي (صحبة ، صحاب ، عم ، سما ، حق ، نفر ، حرمي ، حصن) وكل كلمة منها تدل على أكثر من قارئ ، أما حرف (الواو) فهو للفصل بين التراجم وليس رمزاً لأحد ، والجدول التالي يوضح هذه الرموز ولمن ترمز.

 الرموز الحرفية الجمعية (ثخذ ظغش) والرموز الكلمية الثمانية:                     

 ومنـــهن للكـــوفي ثاء مثـــلــــث **وستتهم بالخاء ليس بأغفلا

عنيت الأولـــى أثبتهم بعد نــافــع**وكوف وشام ذالهم ليس مغفلا

وكوف مع المكي بالظاء معجـما**وكوف وبصر غينهم ليس مهملا

وذو النقط شين للكسائي وحمزة **وقل فيهما مع شعبة صحبة تلا

صحاب هما مع حفصهم عم نافع **وشام سما في نافع و فتى العلا

و مك وحق فيه وابــن العلا قـــل **وقل فيهما و اليحصبي نفر حلا

و حــرمي المكي فيه ونافــع ** وحصن عن الكوفي و نافعهم علا

*****************************************

       (جدول أسماء القراء ورواتهم ورمز القارئ والراوي)

رموز الانفراد


رموز الاجتماع

أبج

ا

نافع

 

ث

الكوفيون

 

ب

قالون

 

خ

الجميع ما عدا نافع

 

ج

ورش

 

ذ

الكوفيون وابن عامر

 

دهز

د

ابن كثير

 

ظ

الكوفيون وابن كثير

 

هـ

البزي

 

غ

الكوفيون وأبا عمرو

 

ز

قنبل

 

ش

حمزة والكسائي

 

حطي

ح

أبو عمرو

 

صحبة

شعبة وحمزة والكسائي

 

ط

الدوري

 

صحاب

حفص وحمزة والكسائي

 

ي

السوسي

 

عمَّ

نافع وابن عامر

 

كلم

ك

ابن عامر

 

سما

نافع وابن كثير وأبا عمرو

 

ل

هشام

 

حق

ابن كثير وأبا عمرو

 

م

ابن ذكوان

 

نفر

ابن كثير وأبا عمرو وابن عامر

 

نصع

ن

عاصم

 

حرمي

نافع وابن كثير

 

ص

شعبة

 

حصن

الكوفيون ونافع

 

ع

حفص

فضق

ف

حمزة

ض

خلف

ق

خلاد

رست

ر

الكسائي

س

أبو الحارث

ت

الدوري

 
ومن بعد ذكري الحرف أسمي رجاله *** متى تنقضي آتيك بالواو فيصلا

المراد بالحرف هنا الكلمة القرآنية المختلف فيها ، والمعنى أنه سيذكر الكلمة القرآنية المختلف فيها وبعدها سيذكر القراء الذين يقرؤون بتلك القراءة مستعملا الرموز الحرفية في أوائل كلمات تحمل معاني جليلة فإذا انتهى جاء بالواو الفاصلة للفصل بين التراجم ، وهذا الشرط سيلتزم به حال استعماله للرموز الحرفية فقط.

مثل قوله: ومالك يوم الدين راويه ناصر

وقوله: وبالغيب عما تعملون هنا دنا *** وغيبك في الثاني إلى صفوه دلا

وقوله: ويوصي بفتح الصاد صح كما دنا

وقوله: وضم هنا كرها وعند براءة شهاب

وقوله: وفي عاقدت قصر ثوى  

سوى أحرف لا ريبة في اتصالها ***

يعني أنه قد لا يأتي بالواو الفاصلة للفصل بين بعض التراجم إذا أمن اللبس واتضح الفرق ، مثل قوله: في فرش سورة البقرة (وبالغيب عما تعملون هنا دنا ** وغيبك في الثاني إلى صفوه دلا ** خطيئاته التوحيد عن غير نافع)  فلم يأت بالواو الفاصلة قبل خطيئاته لوضوح الفارق بينها وبين (عما تعملون) التي ترجم لها من قبل.

وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا

يعني أنه إذا أمن اللبس سيكتفي بذكر الكلمة المختلف فيها دون أن يقيدها بقراءة معينة مثل المد أو القصر أو الغيبة أو الخطاب ونحوه ، وذلك إذا كان اللفظ دالا على المقصود كاشفا عنه ، مثل قوله: في سورة الفاتحة (ومالك يوم الدين راويه ناصر) فلم يذكر قيد هذه القراءة (للكسائي وعاصم) وهو المد في كلمة (مالكلوضوح الخلاف بين القراء فيها بين المد والقصر فقد لفظ بها الإمام بالمد واستغنى بهذا عن ذكر القيد.

ورب مكان كرر الحرف قبلها *** لما عارض والأمر ليس مهولا

المقصود بالحرف هنا الرمز الذي يدل على القارئ أو الراوي ، والمعنى أنه قد يكرر الكلمة التي فيها الرمز الدال على القارئ بسبب عروض الوزن والقافية أو لتزيين اللفظ وذلك على نوعين:

الأول: أن يكون الرمز لقارئ واحد فيكرره بعينه ، مثل قوله (حلا حلا ، علا علا).

والثاني: أن يكون الرمز لمجموعة من القراء ثم يأتي بكلمة فيها رمز لقارئ ممن هم ضمن هذه المجموعة ، مثل قوله (سما العلى) فأهل سما هم نافع وأبا عمرو وابن كثير ثم كرر رمز نافع في قوله (العلى).  

ومهما أتت من قبل أو بعد كلمة *** فكن عند شرطي واقض بالواو فيصلا

الكلمة هنا يقصد بها الرموز الكلمية ، والمعنى أنه إذا جاء الرمز الكلمي مع الرمز الحرفي في نفس الحكم فإنه لن يلتزم الترتيب الذي اشترطه على نفسه بقوله (ومن بعد ذكري الحرف أسمي رجاله) والذي قال فيه أنه سيأتي بالكلمة القرآنية أولا ثم يأتي بعدها برموز القراء الحرفية ، فمع الرموز الكلمية لن يلتزم بهذا الترتيب فقد يأتي بالكلمة القرآنية أولا وبعدها الرمز الكلمي وقد يأتي بالرمز الكلمي أولا والكلمة القرآنية بعده حتى لو اشترك مع الرمز الكلمي رموز حرفية ، فكن عند شرطي من استعمال كل رمز لمدلوله له ثم افصل بين التراجم بالواو الفاصلة.

أمثلة: عم فتىً قصر السلام**وغير أولي بالرفع في حق نهشلا) النساء ، وقوله (وصحبة يصرف فتح ضم وراؤه بكسر) (وبينكم ارفع في صفا نفر) الأنعام وقوله (مع الكهف والإسراء يبشر كم سما **نعم ضم حرك واكسر الضم أثقلا) آل عمران.

(شرح الصفات الضدية)


الأضداد تنقسم إلى قسمين قسم عقلي وقسم اصطلاحي ، العقلي مثل (المد) عقلاً يكون ضده القصر ، والإثبات يكون ضده الحذف، والتشديد ضده التخفيف وهكذا ، أما الاصطلاحي مثل الفتح فقد يكون ضده الكسر أو الإمالة أو الرفع فهذه الأضداد الاصطلاحية فالإمام هو من يحدد الضد فيها كما سنرى في ثنايا القصيدة.

وما كان ذا ضد فإني بضده **غني فزاحم بالذكاء لتفضلا

يعني إذا ذكرت لك قراءة بصفة معينة برجالها فأعمل عقلك لتستنبط القراءة الأخرى الضدية ، مثل قوله كوفيهم تسًالون مخففا) ذكر التخفيف للكوفيين فتكون قراءة غيرهم بالتشديد ، وقوله (وبالغيب عما تعملون هنا دنا *** وغيبك في الثاني إلى صفوه دلا) ذكر قراءة الغيب ورجالها فتكون قراءة الباقين بالخطاب ، وقد ينص في بعض المواضع على القراءة وضدها زيادة في البيان ، مثل قوله (ولكن خفيف والشياطين رفعه * كما شرطوا والعكس نحو سما العلى).

تنبيه:

قد يطلق المد على إثبات حرف المد وليس إطالة زمن المد ، وقد يطلق القصر على حذف حرف المد ، وهذا في الفرش كثير ، مثل قوله (وفي حذرون المد ما ثل) ، (وبالقصر للمكي واجزم فلا يخف) (لا تخف بالقصر والجزم فصلا) ، (ويقصر ذريات مع فتح تائه) إلى أن يقول (وبالمد كم حلا) في فرش الأعراف ، (وفي سبأ حرفان معها معاجزي * ن حق بلا مد وفي الجيم ثقلا) في فرش سورة الحج ، وقد يطلق المد على إدخال همزة بين الهمزتين ، مثل قوله (ومدك قبل الفتح والكسر حجة بها لذ) (وأئمة بالخلف قد مد وحده) (ومدك قبل الضم لبى حبيبه) ، كما لا يلزم ذكر الصفة بنص صريح دائماً فقد تذكر بالنص الصريح أو بما يفيد المعنى وإن لم يكن صريحا  ، مثل قوله (وورش لئلا والنسيء بيائه) فهو هنا لم يقل اترك الهمز لورشٍ بل جاء بما يفهم منه أن ورشاً يترك الهمزة ويقرأ عوضاً عنها بالياء.

الصفات الضدية:

كمد وإثبات وفتح ومدغم ** وهمز ونقل واختلاس تحصلا          


وجزم وتذكير وغيب وخفة ** وجمع وتنوين وتحريك اعملا    =   هذه المجموعة تتكون من سبع صفات ضدية كلها منعكسة.

وحيث جرى التحريك غير مقيد**هو الفتح والإسكان أخاه منزلا    =    هذه الصفات الضدية كلها منعكسة ما عدا الجزم والتحريك المقيد.

وأخيت بين النون واليا وفتحهم**وكسر وبين النصب والخفض منزلا   =     هذه المجموعة من الصفات الضدية كلها منعكسة.

وحيث أقول الضم والرفع ساكتا ** فغيرهم بالفتح والنصب أقبلا     =      هذه المجموعة من الصفات الضدية غير منعكسة.

في هذه الأبيات ذكر الإمام الصفات التي لها ضد اختصاراً للمنظومة بحيث إذا ذكر قراءة بصفة معينة يسكت عن ضدها ، والجدول التالي يوضح هذه الصفات وضدها مع ذكر الشواهد من الشاطبية لكل صفة.                           

(جدول الأضداد)

الصفة
ضدها
الانعكاس
الأمثلة
1-المد
القصر
تنعكس
(وقل لابثين القصر فاش) (وفي حإذرون المد ما ثلة)
2-الإثبات
الحذف
تنعكس
(عليم وقالوا الواو الأولى سقوطها) (وتثبت في الحالين درا لوامعا)
3-الفتح (الانفتاح)
الإمالة
تنعكس
(وإضجاعك التوراة ما رد حسنه * وقلل في جود وبالخلف بللا)
(وبشراي حذف الياء ثبت وميلا * شفاءً وقلل جهبذاً وكلاهما * عن ابن العلا والفتح عنه تفضلا)
4-الإدغام
الإظهار
تنعكس
(وعذت على إدغامه ونبذتها شواهد حماد) (وياسين أظهر عن فتىً حقه بدا)
5-الهمز
ترك الهمز
تنعكس
(وعى نفر أرجئه بالهمز ساكنا) (وياجوج ماجوج اهمز الكل ناصرا) (وورش لئلا والنسيء بيائه)
6-النقل
ترك النقل
تنعكس
(ونقل قران والقران دواؤنا) (ولنافع لدى يونس آلان بالنقل نقلا) (ونقل رداً عن نافع)
7-الإختلاس
إتمام الحركة
تنعكس
(وينصركم أيضا ويشعركم وكم * جليل عن الدوري مختلسا جلا)
(نعما معا في النون فتح كما شفا * وإخفاء كسر العين صيغ به حلا)
8-الجزم
الرفع
لا تنعكس
(وحرفا يرث بالجزم حلو رضا) (يضاعف ويخلد رفع جزم كذي صلا)
9-التذكير
التأنيث
تنعكس
(ويقبل الأولى أنثوا دون حاجز) (وذكر فنادته وأضجعه شاهدا)
10-الغيب
الخطاب
تنعكس
(وبالغيب عما تعملون هنا دنا * وغيبك في الثاني إلى صفوه دلا)(وخاطب في هل يستطيع رواته)
عم علا لا يعقلون وتحتها خطابا * وقل في يوسف عم نيطلا)
11-التخفيف
التشديد
تنعكس
(بما قتلوا التشديد لبى وبعده * وفي الحج للشامي والآخر كملا)
كوفيهم تسألون مخففا – وفي الكل تلقف خف حفص) (وخف لوو إلفاً)
12-الجمع
الإفراد
تنعكس
(خطيئته التوحيد عن غير نافع) (وجمع رسالاتي حمته ذكوره)
(رسالاتي فرد وافتحوا دون علة)
13-التنوين
عدم التنوين
تنعكس
(وفي درجات النون مع يوسف ثوى) (ودكاء لا تنوين وامدده هامزا * شفا)
(ولا نون شركا عن شذا نفر ملا) (لثمود نونو واخفضوا رضىً)
14-التحريك المطلق
الإسكان
تنعكس
(التحريك المطلق هو الفتح وضده الإسكان) (ورأفة يحركه المكي) (معا قدر حرك من صحاب)
(ويطهرن في الطاء السكون وهاؤه * يضم وخفًّا إذ سما كيف عولا)(وحمزة وليحكم بكسر ونصبه يحركه)
15-التحريك المقيد
الإسكان
لا تنعكس
وهو ما نص عليه إما ضم أو فتح أو كسر (وضيقا مع الفرقان حرك مثقلا بكسر سوى المكي)  (وحرك عين الرعب ضما كما رسا * ورعبا) (وأرنا وأرني ساكن الكسر دم يدا)
16-النون
الياء
تنعكس
(وقتل ارفعوا مع يا نقول فيكملا) (ويا ونكفر عن كرام)  (ويأكل منها النون شاع)
17-الفتح
الكسر
تنعكس
(ويكسر لا أيمان عند ابن عامر) (إن الدين بالفتح رفلا) (عسيتم بكسر السين حيث أتى انجلى)
18-النصب
الخفض
تنعكس
(وأرجلكم بالنصب عم رضا علا) (وقوم بخفض الميم شرف حملا)
19-الضم
الفتح
لا تنعكس
(وفي سعدوا فاضمم صحاب) فتكون قراءة الباقين بالفتح لأن الضم عكسه الفتح
(وبالضم ترضى صف رضا)
20-الرفع
النصب
لا تنعكس
(وبالرفع نونه فلا رفث ولا فسوق ولا حقا) (وصية ارفع صفو حرميه رضا)


وهناك أضداد أخرى لم يذكرها الناظم ربما لوضوح الضد فيها أو لندرتها وهي:

1-التقديم والتأخير ، مثل: (هنا قاتلوا أخر شفاء وبعد في ** براءة أخر يقتلون شمردلا) في آل عمران

2- الاستفهام والإخبار ، مثل: (وبالإخبار إنكم علا ألا ** وعلى الحرمي إن لنا هنا) في الأعراف ،  وقوله في سورة يوسف (ورد بالإخبار في قالوا أئنك دغفلا).

3- القطع والوصل ، مثل: شام قطع أشدد وضم في اب **  تدا غيره واضمم وأشركه كلكلا). 

4- التحقيق والتسهيل ، مثل: (ولا ألف في ها ها أنتم زكا جنى ** وسهل أخا حمد وكم مبدل جلا) في آل عمران ، (أريت في الاستفهام لا عين راجع ** وعن نافع سهل وكم مبدل جلا) في الأنعام ، (ءالهة كوف يحقق ثانياً ** وقل ألفا للكل ثالثاً أبدلا) في الزخرف.

5-النقط وترك النقط (الإهمال) ، مثل: (ويقض بضم سا ** كن مع ضم الكسر شدد وأهملا ** نعم دون الباس) في الأنعام.

وحيث أقول الضم والرفع ساكتا ** فغيرهم بالفتح والنصب أقبلا

يعني إذا ذكر قراءة قارئ بالضم وسكت عن الباقين فإن قراءة الباقين تكون بالفتح ، مثل قوله (وفي إذ يرون الياء بالضم كللا) وإذا ذكر قراءة قارئ بالرفع وسكت عن الباقين فإن قراءة المسكوت عنهم تكون بالنصب ، مثل قوله (وحتى يقول الرفع في اللام أولا) ، أما إذا قيد الضم بالإسكان فإن قراءة الباقين تكون بالإسكان ، مثل قوله (وجزءًا وجزءٌ ضم الإسكان صف) ، وإذا قيد الضم بالكسر فإن قراءة الباقين تكون بالكسر ، مثل قوله (ورضوان اضمم غير ثاني العقود كسره صح) ، وإذا قيد الرفع بكونه رفع الجزم فتكون قراءة الغير بالجزم ، مثل قوله (يضاعف ويخلد رفع جزم كذا صلا) ، وإذا قيده بكونه رفع الخفض كانت قراءة الغير بالخفض مثل قوله (وخضر برفع الخفض عم حلا علا) وهكذا.. 

وفي الرفع والتذكير والغيب جملة ***على لفظها أطلقت من قيد العلى

يعني إذا ذكر كلمة قرآنية مطلقة ولم يقيدها بقراءة معينة فإذا كانت تحتمل الرفع والنصب فإنه يريد القراءة بالرفع للقراء المذكورين والمسكوت عنهم تكون قراءتهم بالنصب.

وإذا كانت الكلمة القرآنية تحتمل التذكير والتأنيث فإنه يريد القراءة بالتذكير للقراء المذكورين والمسكوت عنهم تكون قراءتهم بالتأنيث.

وإذا كانت الكلمة القرآنية تحتمل الغيب والخطاب فإنه يريد القراءة بالغيب للقراء المذكورين والمسكوت عنهم تكون قراءتهم بالخطاب.

مثل قوله في فرش سورة الأعراف (وخالصةُ أصل ولا يعلمون قل *** لشعبة في الثاني ويفتح شمللا).

فكلمة (خالصةٌ) لم يقيدها بشيء وهي تحتمل الرفع والنصب فتكون القراءة فيها بالرفع لنافع كما لفظ بها في النظم وبقية القراء يقرؤون بالنصب (خالصةً).

وكلمة (يعلمون) لم يقيدها بشيء وهي تحتمل الغيب والخطاب فتكون قراءة شعبة بالغيب كما لفظ بها في النظم والبقية يقرؤون بالخطاب (تعلمون).

وكلمة (يفتح) لم يقيدها بشيء وهي تحتمل التذكير والتأنيث فتكون قراءة حمزة والكسائي بالتذكير كما لفظ بها في النظم (يفتح) والبقية بالتأنيث (تفتح).

وقوله في فرش سورة النور (وأربعُ أولا صحاب) لم يذكر القراءة واكتفى باللفظ بكلمة (أربعُ) مرفوعة فيكون الرفع هو قراءة مرموز صحاب وقراءة الباقين بالنصب (أربعَ).

وقوله في فرش سورة النمل (يذكرون له حلا) لم يذكر القراءة واكتفى باللفظ بالكلمة بالغيب فتكون قراءة مرموز (له حلا) بالغيب والباقون بالخطاب (تذكرون).


وقبل وبعد الحرف آتي بكل ما *** رمزت به في الجمع إذ ليس مشكلا

المراد بالحرف هنا الكلمة القرآنية ، والمراد بالجمع الكلمات الثمانية التي ترمز لمجموعة من القراء ، والمعنى أنه لن يلتزم الترتيب عند ذكر الرموز الكلمية فقد يأتي الرمز قبل الكلمة القرآنية ، مثل قوله (وحقا بضم البا فلا تحسبنهم) وقوله (وصحبة يصرف) وقوله (وسكن بين الكسر والقصر صحبة * وحرم) ، وقد يأتي الرمز بعد الكلمة القرآنية ، مثل قوله (من يرتدد عم مرسلا) وقوله (فتذكر حقا) ، على عكس الرموز الحرفية (أبج دهز أو ثخذ ظغش) فإنه يلتزم فيها بالترتيب بحيث يأتي بالكلمة القرآنية أولا ثم رموز القراء بعدها ، مثل قوله (وضم هنا كرها وعند براءة شهاب) وقوله (وفي عاقدت قصر ثوى) ، أما إذا جاء الرمز الحرفي مع الرمز الكلمي فإنه يكون تبعا له تقدماً أو تأخراً ، مثل قوله (وحق نصير كسر واو مسومين) وقوله (ومنزلها التخفيف حق شفاؤه).

ملاحظة: لا يجتمع الاسم الصريح للقارئ أو الراوي مع الرمز إلا في حالتين:

الحالة الأولى: خلف القراءة

مثل قوله: (وصل ضم ميم الجمع قبل محرك *** دراكا وقالون بتخييره جلا) (يلهث له دار جهلا  ** وقالون ذو خلف)

الحالة الثانية: الاستثناء

مثل قوله: (وإضجاع را كل الفواتح ذكره حمى غير حفص) – (وأن لعنة التخفيف والرفع نصه ** سما ما خلا البزي)

وسوف أسمي حيث يسمح نظمه *** به موضحا جيدا معماً ومخولا

يعني أنه سيذكر اسم القارئ أو الراوي أو كنيته أو نسبه إذا سهل عليه ذلك في النظم سواء قبل الكلمة القرآنية أو بعدها.

مثل قوله: (وعند سراط والسراط لقنبلا) وقوله (ونقل ردا عن نافع) وقوله (وحمزة والأرحام بالخفض جملا) وقوله (ويبدل للسوسي كل مسكن). 

ومن كان ذا باب له فيه مذهب *** فلا بد أن يسمى فيدرى ويعقلا

يعني لو كان هناك قارئ له باب انفرد به أو كان هو عمدته فسوف يذكره باسمه الصريح في أول الباب.

مثل قوله:حمزة عند الوقف سهل همزه) في باب وقف حمزة وهشام ، وقوله (ودونك الإدغام الكبير وقطبه أبو عمرو البصري فيه تحفلا) في باب الإدغام الكبير. 

وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ** فأجنت بعون الله منه مؤملا

معنى البيت أن هذه القصيدة أصلها كتاب التيسير لأبي عمرو الداني اختصرته بهذا النظم تيسيراً وتسهيلاً لمن أراد جمع القراءات.

وألفافها زادت بنشر فوائد ** فلفت حياءً وجهها أن تفضلا

والمعنى أن الإمام لن يقتصر في هذه القصيدة على ما ورد في كتاب أبي عمرو الداني فقط ، بل سيذكر فيها فوائد ليست في كتاب الداني مما تعلمه من مشايخه الآخرين.


(تحميل شرح مقدمة الشاطبية PDF)

(تحميل شرح أصول الشاطبية والدرة المضية مفهرس PDF)


حقوق الطبع والنشر متاحة لكل مسلم

(تحميل ملخص شرح أصول الشاطبية مع ملحق للتحريرات)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل ملخص شرح أصول الدرة المضية)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل ملخص شرح منظومة تلخيص صريح النص)

(تحميل ملف تحريرات الشاطبية)

وهيب الحاشدي
بواسطة : وهيب الحاشدي



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-