(باب إدغام الحرفين المتقاربين في كلمة وكلمتين)
يبين الإمام في هذا الباب أحكام إدغام المتقاربين والمتجانسين معا ، والباب منعقد للسوسي دون سواه ويدخل معه حمزة في بعض الكلمات ستذكر في الفرش.
والإدغام في المتماثلين والمتقاربين له آلية واحدة وهي تسكين الحرف
المدغم ثم إدغامه في الحرف المدغم فيه ، ويزيد في المتقاربين أنك تقلب الحرف الأول
ليكون كالثاني.
وشرط الإدغام في المتقاربين: هو أن يتحرك الحرف المدغم والمدغم فيه كما هو الحال في إدغام
المتماثلين ، وإدغام المتقاربين منه ما يكون في كلمة ومنه ما يكون في كلمتين.
أولا: المتقاربان في كلمة
وإن
كلمة حرفان فيها تقاربا***فإدغامه للقاف في الكاف مجتلى
وهذا
إذا ما قبله متحرك***مبين وبعد الكاف ميم تخللا
كيرزقكم
واثقكم وخلقكم***وميثاقكم أظهر ونرزقك انجلا
معنى الكلام أن
السوسي يدغم من المتقاربين في كلمة واحدة حرف (القاف في الكاف) فقط وذلك إذا تحقق
شرطان:
الأول: أن يكون الحرف الذي قبل القاف حرف متحركٌ
والثاني: أن يكون بعد الكاف ميم جمع ، مثل (يرزقكم
، واثقكم ، خلقكم)
أما إذا اختل أحد الشرطين فلا يصح الإدغام ، مثل (ميثاقكم) هنا جاء قبل القاف ألف مدية وهي ساكنة لذلك لا تدغم القاف في الكاف ، وكذلك (نرزقك) لم تأت بعد الكاف ميم الجمع لذلك لا تدغم القاف في الكاف ، ولم يأت في القرآن الكريم كله حرف الكاف وبعده حرف القاف في كلمة واحدة لذلك لم يتطرق إليه الإمام.
كلمة فيها وجهان للسوسي (الإظهار والإدغام)
وإدغام
ذي التحريم طلقكن قل***أحق وبالتأنيث والجمع أثقلا
يقصد
كلمة (طلقكن) في قوله تعالى في سورة التحريم
(عسى ربه إن طلقكن..) ، وفيها وجهان للسوسي ، الأول هو الإظهار وذلك بسبب اختلال
الشرط الثاني وهو عدم وجود ميم الجمع بعد الكاف ، والوجه الثاني هو الإدغام لأن
نون النسوة تدل على الجمع وهي مثقلة فهي تقوم مقام ميم الجمع لذلك ساغ الإدغام وهو
المقدم أداء لقوله (أحق) ، وكلأً من الإدغام والإظهار ثابت بالرواية عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وبهذا تكون قد خرجت كل الحروف المتقاربة في كلمة واحدة من
الإدغام ، مثل (يتدبرون ، المتطهرين ، متجاورات ..).
ثانياً: المتقاربان في كلمتين
ومهما
يكونا كلمتين فمدغم***أوائل كلم البيت بعد على الولا
شفا لم تضق نفسا بها رم دوا ضن *** ثوى كان ذا حسن سأى منه قد جلا
يسرد الإمام في هذا البيت الحروف المدغمة وعددها ستة عشر حرفا وهي
المذكورة في أول كل كلمة من كلمات بيت (شفا) وسوف يفصلها على ترتيب التيسير.
موانع إدغام المتقاربين في كلمتين وهي أربعة موانع:
إذا لم ينون أو يكن تا مخاطب***وما ليس مجزوما ولا متثقلا
1-إذا كان الحرف
المدغم منوناً مثل: (ظلمات ثلاث ، نذير لكم ، رجل
رشيد)
2-إذا كان الحرف المدغم تاء خطاب مثل: (وما كنت ثاويا ، خلقت طينا ، دخلت جنتك) - (جئت
شيئا إمرا ، جئت شيئا نكرا) التي في سورة الكهف.
3-إذا كان الحرف
المدغم مجزوما مثل: (ولم يؤت سعة من المال) التاء
في السين ولا ثاني لها في القرآن
4-إذا كان الحرف المدغم مشددا مثل:
(أشدً ذكراً ، الحق كمن ، لا يضل ربي ، للحق كارهون)
ملاحظة:
لم تأت تاء المتكلم وبعدها حرف من حروف الإدغام المذكورة في بيت شفا لذلك
لم يذكرها الإمام ضمن موانع الإدغام هنا كما فعل في الإدغام الكبير.
جدول الحروف المدغمة والحروف التي تدغم فيها: (شفا لم تضق نفسا بها رم دوا ضن *** ثوى كان ذا حسن سأى منه قد جلا)
الحرف المدغم |
الحرف المدغم فيه |
الحرف المدغم |
الحرف المدغم فيه |
ح |
ع |
ل |
ر |
ك |
ق |
ن |
ل ، ر |
ق |
ك |
م |
ب |
ج |
ت ، ش |
ب |
م |
ش |
س |
|
|
ض |
ش |
|
|
س |
ز ، ش |
|
|
د |
ت ، س ، ذ ، ش ، ض ، ث ، ز ،
ص ، ظ ، ج |
|
|
ت |
س ، ذ ، ش ، ض ، ث ، ز ، ص ، ظ ، ج ، ط |
|
|
ث |
ت ، س ، ذ ، ش ، ض |
|
|
ذ |
ص ، س |
|
|
ر |
ل |
|
|
فزحزح عن النار الذي حاه مدغم***
إدغام الحاء في العين من قوله تعالى (فمن زحزح عن النار) في آل عمران وهو الموضع الوحيد ، ولم يدغم سواه من المواضع رغم تحقق الشروط مثل: (المسيح عيسى ، وما ذبح على النصب ، فلا جناح عليكم ، لن برح عليه عاكفين).
وفي
الكاف قاف وهو في القاف أدخلا
خلق
كل شيء لك قصورا وأظهرا *** إذا سكن الحرف الذي قبل أقبلا
2-إدغام
القاف في الكاف: بشرط أن يتحرك الحرف الذي قبل القاف
مثل: (خلق كل
شيء ، ينفق كيف
يشاء ، يفرق كل
أمر ، أفمن يخلق كمن
لا يخلق) والإدغام هنا إدغام كامل لا يبقى معه شيء من صفة استعلاء القاف.
3-إدغام
الكاف في القاف: بشرط أن يتحرك
الحرف الذي قبل الكاف
مثل: (لك قصورا
، على ذلك قديرا ،
فلنولينك قبلة ،
كذلك قال الذين ،
في منامك قليلا) ،
ويمتنع الإدغام إذا سكن ما قبل المدغم مثل:
(وتركوك قائما ، وفوق كل ذي علم عليم).
وفي
ذي المعارج تعرج الجيم مدغم***ومن قبل أخرج شطأه قد تثقلا
4-تدغم الجيم في حرفين فقط:
هما التاء والشين في موضعين من كتاب
الله ، في التاء من قوله تعالى (من الله ذي المعارج
* تعرج الملائكة) ، وفي الشين من قوله تعالى (أخرج شطأه)
وعند
سبيلا شين ذي العرش مدغم***
5-إدغام
الشين في السين: وذلك في موضع
واحد في سورة الإسراء (إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا)
وضاد
لبعض شأنهم مدغما تلا
6-إدغام الضاد في الشين: وذلك في موضع واحد في سورة النور (فإذا استأذنوك لبعض شأنهم)
وفي
زوجت سين النفوس ومدغم***له الرأس شيبا باختلاف توصلا
7-تدغم السين في حرفين: هما (الزاي والشين) في موضعين من كتاب الله ، في الزاي من قوله تعالى (وإذا النفوس زوجت) وليس هناك غيره ، وفي الشين من قوله تعالى (واشتعل الرأس شيبا) وهذا الموضع فيه وجهان الإظهار والإدغام وقد أشار الإمام إلى هذا الخلاف بقوله (باختلاف توصلا) والإدغام هو المقدم أداء.
8-حروف الدال: (دوا)
وللدال
كلم ترب سهل ذكا شذا***ضفا ثم زهد صدقه ظاهر جلا
والمعنى أن الدال تدغم في عشرة حروف هي: (ت
، س ، ذ ، ش، ض ، ث ، ز ، ص ، ظ ، ج)
أمثلة:
1- (ترب) الدال في التاء مثل:
(تكاد تميز من
الغيظ ، في المساجد تلك
حدود الله)
2- (سهل) الدال في السين مثل:
(عدد سنين ، كيد ساحر ، يكاد سنا برقه) وغيره
3- (ذكا) الدال في الذال مثل:
(من بعد ذلك ،
والقلائد ذلك) ولا
غيرهما
4- (شذا) الدال في الشين مثل:
(وشهد شاهد من
أهلها ، وشهد شاهد
من بني إسرائيل)
5- (ضفا) الدال في الضاد مثل:
(من بعد ضراء مسته
، من بعد ضعف قوة)
6- ( ثم) الدال في الثاء مثل:
(من كان يريد ثواب
الدنيا ، لمن نريد ثم
جعلنا له) ولا غيرهما في كتاب الله
7- (زهد) الدال في الزاي مثل:
(يكاد زيتها يضئ ،
تريد زينة الحياة
الدنيا)
8- (صدقه) الدال في الصاد مثل:
(نفقد صواع الملك
، ومن بعد صلاة
العشاء ، في مقعد صدق)
ولا غيرها
9- (ظاهر) الدال في الظاء مثل:
(من بعد ظلمه
وأصلح ، وما الله يريد ظلما
للعباد)
10- ( جلا) الدال في الجيم مثل: (وقتل داود جالوت ، دار الخلد جزاء)
الاستثناء:
ولم تدغم مفتوحة بعد ساكن***بحرف بغير التاء
فاعلمه واعملا
يعني إذا جاءت الدال مفتوحة بعد ساكن فإنها لا تدغم بأي حرف من حروفها السابقة ، مثل (عتل بعد ذلك زنيم ، لداود سليمان ، آل داود شكرا ،وآتينا داود زبورا ، بعد ثبوتها ، بعد ضراء مسته ، بعد ظلمه ، والملائكة بعد ذلك ظهير) ، يستثنى من هذا الاستثناء حرف التاء إذا وقعت بعد دال مفتوحة وقبل الدال ساكن فإن الدال تدغم في التاء ، وجاء هذا في موضعين فقط من كتاب الله في قوله تعالى (من بعد ما كاد تزيغ قلوب فريق منهم) في سورة التوبة (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها) في سورة النحل.
تنبيه:
السوسي يقرأ كلمة (يزيغ) بالتاء (تزيغ)
ذكر الإمام ذلك في فرش سورة التوبة.
الخلاصة: لا تدغم الدال المفتوحة إذا كان ما قبلها ساكن إلا في حرف التاء وقد
جاء هذا في موضعين من كتاب الله (كاد تزيغ) التوبة (بعد توكيدها) النحل.
9-حروف التاء:
(تضق)
وفي عشرها والطاء تدغم تاؤها ***
قوله وفي عشرها الضمير يعود على حروف الدال ، والمعنى أن التاء تدغم
في الحروف التي تدغم فيها الدال بخروج حرف التاء لأنه من المتماثلين ودخول حرف
الطاء مكانه فيكون عدد الحروف التي تدغم فيها التاء عشرة حروف هي: (س ، ذ ، ش ، ض ، ث ، ز ، ص ، ظ ، ج ، ط).
أمثلة:
1-تدغم التاء في السين ، مثل: (بالساعة سعيرا ، وعملوا الصالحات
سندخلهم ، والسابحات
سبحا ، وإذا الموءودة
سئلت).
2-وتدغم في الذال ، مثل: (وضربت عليهم المسكنة
ذلك ، ورزقكم من الطيبات
ذلكم الله ، رفيع الدرجات
ذو العرش ، والذاريات
ذروا).
3-وتدغم في
الشين ، مثل: (بأربعة
شهداء).
4-وتدغم في
الضاد ، مثل: (والعاديات
ضبحا).
5-وتدغم في
الثاء ، مثل: (والحكم والنبوة ثم يقول للناس ، انظر
كيف نصرف الآيات ثم
هم يصدفون ، الصالحات ثم).
6-وتدغم في
الزاي ، مثل: (بالأخرة
زينا لهم أعمالهم ، إلى الجنة زمرا ، فالزاجرات زجرا).
7-وتدغم في
الصاد ، مثل: (والصافات
صفا ، والملائكة صفا ، فالمغيرات صبحا).
8-وتدغم في الظاء ، مثل: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) النساء (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) النحل.
9-وتدغم في الجيم ، مثل: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح ، قل لله الشفعة جميعا ، والذين كسبوا
السيئات جزاء ،
مائة جلدة).
10-وتدغم في الطاء ، مثل: (وأقم
الصلاة طرفي
النهار ، الملائكة طيبين
، وعملوا الصالحات طوبى
لهم وحسن مئاب).
ملاحظات:
1-
لم يذكر الدال ضمن الحروف التي تدغم فيها التاء لأن التاء لم تأت قبل الدال وهي
متحركة في القرآن الكريم إنما جاءت وهي ساكنة في موضعين هما (قال قد أجيبت دعوتكما ، فلما أثقلت دعوا الله ربهما) في
سورتي يونس والأعراف لذلك هو من الإدغام الصغير.
2- لم يقل ولم تدغم مفتوحة بعد ساكن لأنها لو كانت مفتوحة وقبلها ساكن
لصارت تاء خطاب وتاء الخطاب استثناها من الإدغام بقوله (إذا لم ينون أو يكن تاء
مخاطب) مثل قوله تعالى (فلولا إذ دخلت جنتك) (جئت شيئا إمرا ، جئت شيئا نكرا) فلا تدغم التاء في الجيم هنا لأنها تاء خطاب.
مواضع يجوز فيها الإظهار والإدغام للتاء:
وفي أحرف
وجهان عنه تهللا
فمع
حملوا التوراة ثم الزكاة قل***وقل آت ذاال ولتأت طائفة علا
والمعنى أن هناك
مواضع للتاء يجوز فيها الإظهار والإدغام ، والإدغام هو المقدم أداءً وذلك في ستة
مواضع هي:
1- (مثل الذين حملوا
التوراة ثم لم
يحملوها) في سورة الجمعة
2- (وأقيموا الصلاة وآتوا
الزكاة ثم توليتم
إلا قليلا منكم وأنتم معرضون) في سورة البقرة
3- (وآت ذا القربى حقه) في
سورة الإسراء
4- (فآت ذا القربى حقه) في
سورة الروم
5- (ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا
فليصلوا معك) في سورة النساء
وفي
جيت شيئا أظهروا لخطابه***ونقصانه والكسر الإدغام سهلا
6- يقصد قوله تعالى (لقد
جئت شيئا فريا) في
سورة مريم ، وفيه وجهان الإدغام والإظهار والإدغام هو المقدم أداً ، فالإظهار جاء
لسببين الأول لأن التاء هي تاء خطاب ، والثاني هو نقصان الفعل لأن أصل الفعل (جاء) على وزن فَعَل فحذفت الألف التي هي عين الفعل وعند
الإدغام ستسقط التاء لذلك قالوا لا نجمع على الكلمة سقوط حرفين ، وأما الإدغام فقد
جاء بسبب كسرة التاء مما سهل الإدغام.
10-حروف الثاء:
(ثوى)
وفي
خمسة وهي الأوائل ثاؤها***
يعني أن الثاء تدغم في خمسة أحرف وهي
الحروف الأوائل من بيت الدال (ترب سهل ذكا شذا ***ضفا) حتى لو كان
ما قبلها ساكن.
1- تدغم الثاء في التاء مثل: (وامضوا حيث تؤمرون) ولا غيرها في القرآن
2- تدغم الثاء
في السين مثل: (وورث
سليمان داود ، فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم) ولا غيرهما
3- تدغم الثاء
في الذال مثل: (والحرث
ذلك متاع الحياة الدنيا) في آل عمران
4- تدغم الثاء
في الشين مثل: (حيث
شئتم رغدا ، حيث شئتما)
5- تدغم الثاء في الضاد مثل: (هل
أتاك حديث ضيف
إبراهيم المكرمين) ولا غيرها في القرآن
11-حروف الذال: (ذا)
وفي
الصاد ثم السين ذال تدخلا
والمعنى أن
الذال تدغم في حرفين هما الصاد والسين
1- تدغم في الصاد مثل: (وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا) في
سورة الجن ولا غيره
2- وتدغم في السين مثل: (فاتخذ سبيله في البحر سربا ، واتخذ
سبيله في البحر عجبا) في سورة الكهف ولا غيرهما
وفي اللام راء وهي في الرا ... ***
12-حرف الراء:(رم)
13-حرف
اللام: (لم)
وفي
اللام راء وهي في الرا .. ***
والمعنى أن الراء تدغم في اللام مثل:
(يغفر لمن يشاء ،
يغفر لهم ، سأستغفر لك ربي ، العمر لكيلا ، يغفر لكم ، سخر لكم) ونحوها ، وكذلك
اللام تدغم في الراء مثل: (وإسماعيلُ ربنا ، أرسل رسولا ، إنا رسل ربك ، فاسلكي سبل ربك ذللا ، ماذا أنزل ربكم ، من فضلِ ربي ، كمثل ريح ، ذكر ربك) ونحوها.
المستثنى من الإدغام في اللام والراء:
وأظهرا
*** إذا انفتحا بعد المسكن منزلا ** سوى قال
يعني أن الراء تظهر عند اللام وتظهر اللام عند الراء إذا كانت مفتوحة وقبلها
ساكن.
أمثلة: لإظهار اللام عند الراء (فصعوا رسول ربهم ، فيقول ربي لولا أخرتني).
أمثلة: لإظهار الراء عند اللام: (وافعلوا الخيرَ
لعلكم تفلحون) (والخيل والبغال والحميرَ لتركبوها) (إن الابرارَ لفي نعيم).
يستثنى من هذا الاستثناء لام (قال) إذا أتى بعدها
راء فإن اللام تدغم في الراء واستثناها بقوله (سوى قال)
مثل (قال ربي
ارجعون، قال ربنا
، كذلك قال ربك ،
قال رجلان ، وإذ
قال ربك للملائكة)
ونحوها.
14-حرف
النون: (نفسا)
ثم
النون تدغم فيهما***على إثر تحريك سوى نحن مسجلا
قوله (فيهما) الضمير يعود على اللام والراء ، والمعنى أن النون تدغم
في (اللام والراء) بشرط أن يكون ما قبل النون متحركا فإذا كان ما قبلها ساكنا
امتنع الإدغام يستثنى من ذلك نون كلمة (نحن).
أمثلة لإدغام النون في اللام (زين للناس ، فلما تبين له ، يريد الله ليبين لكم ، من بعد ما تبين له الهدى ، لن نومن لك) ونحوها.
أمثلة لإدغام النون في الراء (وإذ تأذن
ربكم ، يملكون خزائن
رحمة ربك) ونحوها.
الاستثناء:
تظهر النون عند (اللام والراء) إذا
كان ما قبل النون حرف ساكن ، مثل (يخافون ربهم من فوقهم ، بإذن ربهم ، أنى يكون له الملك علينا) ، يستثنى من هذا الاستثناء نون كلمة (نحن) فإنها تدغم في
اللام والراء وإن كان قبلها ساكن وكل ذلك للرواية الصحيحة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقد جاءت في عشرة مواضع كلها للنون مع اللام ولا يوجد موضع للنون مع
الراء ، مثل (فما نحن لك
بمؤمنين ، ونحن له
عابدون ، ونحن له
مخلصون ، ونحن له
مسلمون).
15-حروف الميم:
(منه)
وتسكن
عنه الميم من قبل بائها***على إثر تحريك فتخفى تنزلا
معنى البيت أن السوسي يدغم الميم في الباء بشرط أن يكون الحرف الذي
قبل الميم متحركا وسماه الإمام إخفاء وذلك لبقاء صفة الغنة في الميم ، فالإدغام هنا
إدغام ناقص لبقاء بعض صفات الحرف المدغم.
مثل: (آدم بالحق
، بأعلم بالشاكرين
، علم بالقلم ،
أعلم بالظالمين ،
إن الله قد حكم بين
العباد).
أما إذا سكن ما قبل الميم فلا تدغم الميم في الباء بل تظهر قولا واحدا ، مثل (وألوا الأرحام بعضهم ، إبراهيم بنيه ، لا طاقة لنا اليوم بجالوت).
16-حرف
الباء: (بها)
وفي
من يشاء با يعذب حيثما *** أتى مدغم فادر الأصول لتأصلا
يعني أن الباء
المتحركة تدغم في الميم في قوله تعالى (يعذبُ من يشاء) فقط وقد جاءت في خمسة مواضع
في القرآن الكريم هي:
1- (يغفر لمن
يشاء ويعذب من
يشاء والله غفور رحيم) آل عمران
2- (بل أنتم بشر ممن خلق
يغفر لمن يشاء ويعذب من
يشاء) المائدة
3- (ويعذب من يشاء ويغفر لمن
يشاء والله على كل شيء قدير) المائدة
4- (ويعذب من يشاء ويرحم من يشاء
وإليه تقلبون) العنكبوت
5- (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله
غفورا رحيما) الفتح
أما إذا جاءت
باء مع ميم في غير كلمة (يعذب من) فلا تدغم ، مثل (سنكتب
ما قالوا ، أن يضرب
مثلا ، ضُرب مثلا) ونحوها ، إنما يكون الإدغام فقط لباء (يعذب) مع ميم (من يشاء) حال
كون الباء متحركة.
تنبيه:
قوله تعالى في سورة البقرة (فيغفر لمن يشاء ويعذب
من يشاء والله على كل شيء قدير)
الإدغام فيه من الإدغام الصغير لأن أبا عمرو يقرأ بجزم الباء في هذا الموضع كما
بين ذلك الإمام الشاطبي في فرش سورة البقرة بقوله (ويغفر مع يعذب سما العلى شذا الجزم).
قواعد عامة للإدغام الكبير في المتماثلين والمتقاربين:
القاعدة الأولى:
ولا
يمنع الإدغام إذ هو عارض***إمالة كالأبرار والنار أثقلا
يعني أن الإدغام الكبير عارض والإمالة
أصيلة في الكلمة فإذا أدغمت كلمة ممالة فإن الإدغام لا يمنع الإمالة مثل: (وتوفنا مع الأبرار ربنا) (وقنا عذاب النار ربنا).
القاعدة الثانية:
وأشمم
ورم في غير باء وميمها ***مع الباء أو ميم وكن متأملا
قوله (وأشمم
ورم) هذا مذهب ثالث للسوسي بين الإظهار الكامل والإدغام الكامل وهو مذهب
الروم والإشمام ، أما الإشمام فهو للحرف المرفوع والمضموم ويكون بضم الشفتين عند
الحرف المدغم مع الإدغام الكامل مثل (وما نحن لك بمؤمنين ، والملائكةُ صفا ،
سيغفرُ لنا) يعلم هذا بالتلقي والمشافهة ، أما الروم فهو الإتيان بثلث حركة الحرف
المدغم مع خفض الصوت عنده والإسراع فيه ويسمى اختلاس.
مثل: (وما نحنُ لك
بمؤمنين) (والملائكةُ صفا)
(والأنعام والحرثِ ذلك)
(سيغفرُ لنا)
ويعلم هذا بالتلقي والمشافهة من شيخ متقن ، ويكون الروم والإشمام فيما جاز فيه
الإدغام فقط.
وقوله: في غير باء وميمها *** مع الباء
أو ميم وكن متأملا
يعني أنه لا روم ولا إشمام في الحروف التالية: (الباء في الباء - الباء في الميم - الميم في الميم - الميم في الباء) وكلها حروف شفوية.
مثل: (نصيب برحمتنا
، يعذب من يشاء ،
يعلم ما في
السموات ، أليس الله بأعلم بالشاكرين) وزاد بعض العلماء حرف الفاء كونه من الحروف
الشفوية وقال بعض أهل العلم أن الروم والإشمام يدخل في كل الحروف بلا استثناء.
القاعدة الثالثة:
وإدغام
حرف قبله صح ساكن***عسير وبالإخفاء طبق مفصلا
خذ
العفو وأمر ثم من بعد ظلمه***وفي المهد ثم الخلد والعلم فاشملا
يعني أنه إذا كان قبل الحرف المدغم حرف ساكن صحيح وليس حرف مد فإن النطق بالإدغام يكون صعباً فيصح لك في هذه الحالة أن ترجع إلى القاعدة الثانية وهي الاختلاس (الروم) ، مثل: (خذ العفوَ وأمر ، من بعد ظلمه ، في المهد صبيا ، دار الخلد جزاء ، من العلم مالك ، ونحن له عابدون).
وهذا الاختلاس يكون فيما يجوز فيه الإدغام أما ما لا يجوز فيه الإدغام
فلا يصح فيه الاختلاس ، مثل (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ، سنكتب ما قالو ، إبراهيم بنيه ، بإذن ربهم ، أنى يكون له الملك علينا) لأن هذه الحالات للراء واللام والميم
والنون قد استثناها من الإدغام في مواضعها.
تنبيه:
الاختلاس في المفتوح حال الوقف على أواخر الكلم ممتنع لكن حال الوصل جائز ، مثل (العفوَ وأمر) فالواو هنا مفتوحة والاختلاس فيها جائز إذا وصلت بما بعدها ، فالاختلاس حال الوصل يجوز فيه مالا يجوز حال الوقف على أواخر الكلم ، وقد روي عن أهل سما أن أبا عمرو وقالون يقرؤون بالاختلاس في الخاء من قوله تعالى (يخَصمون) جاء في فرش سورة يس (وخا يخصِمون افتح سما لذ وأخف حلو برٍّ).