(باب الفتح والإمالة)
مذهب خلف العاشر:
وَبِالْفَتْحِ قَهَّارِ الْبَوَارِ ضِعَافَ مَعْـ ** ـهُ عَيْنُ الثُّلاَثِي رَانَ شَا جَاءَ مَيَّلاَ
كَالاَبْرَارِ رُؤْيَا اللاَّمِ تَوْرَاةَ فِدْ
أمر الناظم
بالفتح لخلف العاشر في موضعي (القهار والبوار)
(وبرزوا لله الواحد القهار) غافر ، (وأحلوا قومهم
دار البوار) إبراهيم مخالفا لأصله من روايته عن
حمزة بالتقليل فيهما قال الشاطبي (ومعه في ال ** بوار وفي القهار حمزة قللا) ، كما أمر الناظم لخلف
العاشر بالفتح في كلمة (ضعافا) في سورة
النساء في قوله تعالى (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم)
حيث كان يميلها خلف عن حمزة قولا واحدا ، قال الشاطبي (ضعافا وحرفا النمل آتيك قولا ** بخلف ضممناه).
ومعه عَيْنُ الثُّلاَثِي
كما أمر بالفتح لخلف العاشر في الأفعال الثلاثية
التي يميلها حمزة وهذه الأفعال
العشرة هي: (خاب ، خاف ، طاب ، ضاق ، حاق ، زاغ ، جاء ، شاء ، زاد ، ران) فهذه الأفعال يفتحها خلف العاشر إلا المستثنيات
وهي (ران ، شاء ، جاء).
قوله: رَانَ شَا جَاءَ مَيَّلاَ
يعني أن هذه
الأفعال الثلاثة فقط هي التي يميلها خلف العاشر من
الثلاثي وهي (ران ، شاء ، جاء) وذكرها
الإمام ابن الجزري رغم أن خلف موافقا لحمزة في إمالة هذه
الأفعال ليخرجها من عموم عين الثلاثي التي أمر له فيها بالفتح.
قال الشاطبي:(وكيف الثلاثي غير زاغت بماضي *** أمل خاب خافوا طاب ضاقت
فتجملا * وحاق وزاغوا جاء شاء وزاد فز) ، وقال في كلمة ران (وقل صحبة بل ران واصحب
معدلا).
كَالاَبْرَارِ
هذا عطف على الإمالة لخلف العاشر فقد أمر له
الإمام بإمالة ما اجتمع فيه رءان ثانيتهما مكسور مثل كلمة (الأبرار ، القرار ،
الأشرار) وهنا خالف أصله من روايته عن حمزة في هذه الألفاظ لأنه كان يقرأ فيها بالتقليل
وليس بالإمالة قال الشاطبي (وإضجاع ذي رائن حج رواته ** كالأبرار والتقليل جادل
فيصلا).
رُؤْيَا اللاَّمِ تَوْرَاةَ فِدْ
لا زال الكلام معطوف على الإمالة والمعنى أن خلف العاشر أمال كلمة (الرؤيا) المعرفة باللام فقط مخالفا لأصله من روايته عن حمزة لأن حمزة يفتح كل ألفاظ الرؤيا ، أما (رؤياي ، رؤياك ، رؤياكم) فإن خلف العاشر يفتحها مثل حمزة.
قوله (توراة فد) يقصد به كلمة التوراة:
والمعنى أن خلف العاشر يميل كلمة (التوراة) خلافا لأصله من الشاطبية الذي كان على التقليل
، وكل ما سكت عنه فإن خلف العاشر موافقاً فيه لحمزة فيما فتحه أو أماله.
ملاحظة: ليس لخلف العاشر تقليل أبداً.
خلاصة مذهب خلف العاشر في باب الفتح والإمالة فيما خالف فيه حمزة:
يفتح كلمات قللها في روايته عن حمزة ، وهي (قهار ، البوار).
يفتح كلمات أمالها في روايته عن حمزة ، وهي (ضعاف ، خاب ، خاف ،
طاب ، ضاق ، حاق ، زاغ ، زاد).
يميل كلمات قللها في روايته عن حمزة ، وهي (الأبرار ، القرار ، الأشرار ،
التوراة).
يميل كلمات فتحها في روايته عن حمزة ، وهي (ألفاظ الرؤيا المعرفة باللام (الرؤيا).
وفي غير هذا فهو مثل حمزة فيما أماله أو فتحه.
مذهب يعقوب:
وَلاَ *** تُمِلْ حُزْ سِوَى أَعْمَى بِسُبْحَانَ أَوَّلاَ
أمر بالفتح ليعقوب في كل ما أماله أو قلله
أبو عمرو إلا كلمة (أعمى) الأولى في سورة الإسراء (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) فسوف يميلها
يعقوب إمالة كبرى مثل أبي عمرو.
وَطُلْ كَافِرِينَ الْكُلَّ
أمر لرويس بإمالة لفظ (كافرين والكافرين) في
كل القرآن سواء كانت معرفة أو منكرة وهو في هذا موافق لأبي عمرو فيها وذكره هنا ليخرجه
من عموم قوله ولا تمل حز ، ولأن روح يفتحها إلا في سورة النمل كما سيأتي.
ملاحظة: كلمتي (كافرون
، والكافرون) ليس فيهما إمالة.
وَالنَّمْلَ حُطْ
أمر ليعقوب بإمالة كلمة (كافرين) في سورة النمل
في قوله تعالى (إنها كانت من قوم كافرين) وقد وافق أبا عمرو في هذا الموضع وذكره
هنا لأن روح دخل فيها وليخرجه من عموم قوله (ولا
تمل حز).
وَيَا ** ءُ يَاسِينَ يُمْنٌ
أمر بإمالة ياء (ياسين) الأولى لروح منفردا ويلزم إمالة الألف بعدها خلافا لأبي عمرو الذي لا يميلها، وكل ما سكت عنه ليعقوب فهو بالفتح.
خلاصة مذهب يعقوب في
باب الفتح والإمالة:
أمال يعقوب براوييه كلمة (أعمى) الأولى في
الإسراء ، وكلمة كافرين في النمل.
وأمال رويس كل كلمات (الكافرين وكافرين) حيث
وقعت ، وأمال روح وحده (ياء ياسين).
مذهب أبي جعفر:
وَافْتَحِ الْبَابَ إِذْ عَلاَ
أمر
بالفتح لأبي جعفر مطلقا في كل الباب دون استثناء ،
وبذلك خالف أصله من رواية قالون الذي يميل كلمة (هار) ويقلل لفظ التوراة ، ومن
رواية ورش الذي يميل الهاء من كلمة (طه) و يقلل ذوات الراء وله الفتح والتقليل في ذوات
الياء ، فتكون قراءة أبي جعفر مثل قراءة ابن كثير ليس له إمالة ولا تقليل في كل
القرآن الكريم.
