(باب الهمز المفرد)
الهمز المفرد: هو الهمز الذي لم تجتمع معه همزة أخرى وهو على قسمين ساكن ومتحرك.
أصول
ورش في الهمز المفرد:
إذا
سكنت فاء من الفعل همزة *** فورش يريها حرف مد مبدلا
يعني أن ورشاً يبدل الهمزة الساكنة
بشرط أن تكون الهمزة فاءً للفعل في الميزان الصرفي يستوي في هذا الأسماء والأفعال
، على ألا تكون من المستثنيات وهي الهمزات المشتقة من جملة (الإيواء) وسيأتي ذكرها
في البيت التالي ، والإبدال للهمزة يكون من جنس حركة ما قبلها فإذا كان الحرف الذي
قبلها مفتوحاً تبدل ألفاً وإن كان مضموماً تبدل واواً وإن كان مكسوراً تبدل ياءً.
أمثلة: (يأتين) يقرأها (ياتين)
(مأتيا) يقرأها (ماتيا) (يؤمنون) يقرأها (يومنون) (الذي اؤتمن) يقرأها (الذي تُومن).
والضابط لمعرفة
الهمزة الساكنة التي تكون فاء الفعل أن يأتي قبلها حرف من حروف كلمة (فيتمنوا) أو
يأتي قبلها همزة وصل.
أمثلة:
1- همزة ساكنة
وقعت بعد همزة وصل مثل: (لقاءنا ائت) (ثم أتوا
صفا) (الذي اؤتمن) (يقول ائذن لي) (في السموات ائتوني).
2- همزة ساكنة
وقعت بعد الميم مثل:
(المؤمنون ، المؤتفكة)
3- همزة ساكنة
وقعت بعد الفاء مثل: (فأتوا ، فأذنوا ، فأتينا)
4- همزة ساكنة
وقعت بعد واو مثل: (وأمر ، وأتوا)
5- همزة ساكنة
وقعت بعد ياء المضارعة مثل: (يأكل ، يألمون)
6- همزة ساكنة
وقعت بعد نون المضارعة مثل: (نأكل ، نؤثرك)
7- همزة ساكنة
وقعت بعد تاء المضارعة مثل: (تألمون ، تأكلون)
ولا فرق بين أن تأتي هذه الحروف أول الكلمة أو في وسطها مثل: (ويستأذن ، استئذن ، لا يستئذنك) فكل تلك الهمزات
وأمثالها يبدلها ورش.
تنبيه: لا إبدال لورش في كلمة (اطمأننتم).
مستثنيات ورش من الإبدال:
سوى
جملة الإيواء
يعني أنه استثنى
لورش من الإبدال سبع كلمات كلها مشتقة من جملة (الإيواء)
وهي ، (تؤوي ، تؤويه ،المأوى ، مأواه ، مأواهم ، مأواكم ، فأووا) فهذه الكلمات
السبعة لا يبدل ورش همزتها.
والواو
عنه إن *** تفتح إثر الضم نحو مؤجلا
الكلام هنا معطوف على الإبدال وليس
على الاستثناء من الإبدال ، والمعنى أن ورشاً يبدل الهمزة المفتوحة واواً بشروط أن تكون
الهمزة فاءً للفعل ، وأن تكون مفتوحة ، وأن يكون ما قبلها مضموماً.
أمثلة
لما انطبقت عليه الشروط:
(مؤذن ، مؤجلا ، يؤاخذكم ، لا تؤاخذنا
، المؤلفة ، والله يؤيد ،لا يؤخر) هنا جاءت الهمزة مفتوحة وما قبلها مضموم وهي فاء
الفعل.
أمثلة
لما لم تنطبق عليه الشروط:
(تأذن
، يتأخر ، مأرب)
هنا جاءت الهمزة فاء للفعل وهي مفتوحة لكن ما قبلها مفتوحاً لذلك لا يبدلها ورش ،
وأيضاً (فؤاد ، سؤال)
هنا جاءت الهمزة مفتوحة وقبلها مضموم لكنها وقعت عين الفعل على وزن (فُعال) لذلك
لا يبدلها ورش ، ومد البدل فيها قائم لورش ،
ملاحظة:
يبدل ورش من الهمز الساكن الذي وقع عيناً للفعل في ثلاث كلمات فقط هي
، (بئر ، بئس ، ذئب) موافقا للسوسي كما سيأتي في آخر الباب.
مـــــذهـــــب الســــــوسي:
ويبدل
للسوسي كل مسكن***من الهمز مدا غير مجزوم أهملا
يعني أن السوسي
يبدل كل همزة ساكنة سواء كانت فاء أو عينا أو لاما للفعل إلا المستثنيات
أمثلة: لما وقع فاء للفعل (يأكل ، يأتي ، يأتين ، يألمون
، الذي أتومن ، ثم أتوا)
أمثلة: لما وقع عيناً للفعل (البأس ، الرأس ، البأساء ،
بئر ، بئسما ، الذئب)
أمثلة: لما وقع لاماً للفعل (فادارأتم) ، (جئت ، جئتم ، شئت ، شئتم) أصل هذه الكلمات (جاء وشاء) لذلك همزتها لام الفعل بغض النظر عن الحروف الزائدة بعدها.
مستثنيات السوسي من الإبدال: يستثني للسوسي من إبدال الهمز الساكن خمسة أنواع هي:
1-المجزومات (ما كان سكونه علامة للجزم)
غير
مجزوم أهملا
تسؤ
ونشأ ست وعشر يشأ ومع***يهيئ وننسأها ينبأ تكملا
يعني أن السوسي
ترك إبدال الهمزة الساكنة في هذه الكلمات لأن سكونها جاء علامة للجزم وهي:
تسؤ: وجاءت في ثلاثة مواضع (إن تمسسكم حسنة تسؤهم)
آل عمران (إن تصبك حسنة تسؤهم) التوبة (إن تبد
لكم تسؤكم) المائدة.
نشأ: وجاءت في ثلاثة مواضع (إن نشأ ننزل
عليهم) الشعراء (إن نشأ نخسف بهم الأرض) سبأ (وإن
نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم) يس.
يشأ: وجاءت في عشرة مواضع (إن يشأ يذهبكم)
في النساء والأنعام وإبراهيم وفاطر ، (إن يشأ
يسكن الريح ، فإن يشأ الله يختم على قلبك) الشورى
(إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ
يعذبكم) الإسراء (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) الأنعام.
يهيئ:
(ويهيئ
لكم من أمركم مرفقا) في الكهف.
ننسأها:
في البقرة (ما ننسخ من آية أو ننسأها) يقرأ أبو عمرو هذا الموضع (ننسأها) بفتح النون
والسين والهمز.
ينبأ: يريد قوله تعالى (أم لم ينبأ بما في
صحف موسى) في سورة النجم ، فكل هذه المواضع لا يبدل فيها السوسي الهمزة الساكنة
للرواية.
ملاحظات:
*قوله تعالى (وإن أسأنم فلها) يبدل السوسي الهمزة فيها لأن سكون الهمزة لأجل ضمير الفاعل وليس علامة للجزم.
*قوله تعالى (فإن يشأ الله يختم على
قلبك) (من يشأ الله يضلله) الهمزة في كلمة (يشأ) تعد من الهمز الساكن لأن حركتها عارضة بسبب التقاء
الساكنين فإذا وقف عليها السوسي أبدل الهمزة.
2-الأوامر (ما كان سكون همزه علامة للبناء للأمر) وقد وقعت في أحد عشر موضعاً
وهيئ
وأنبئهم ونبئ بأربع***وأرجئ معا واقرأ ثلاثا فحصلا
يعني أن السوسي
ترك إبدال الهمزة الساكنة في هذه الكلمات لأن سكونها جاء علامة للأمر وهذه
مواضعها:
وهيئ: (وهيئ لنا من أمرنا رشدا) الكهف.
أنبئهم: (قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم) البقرة.
ونبئ:
(نبئنا
بتأويله) يوسف (نبئ عبادي) الحجر (ونبئهم عن ضيف إبراهيم) الحجر (ونبئهم أن الماء قسمة بينهم) القمر.
أرجئ:
(قالوا أرجئه
وأخاه وابعث في المدائن حاشرين) الشعراء (قالوا أرجئه
وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين) الأعراف.
اقـــرأ: (اقرأ كتابك) الإسراء (اقرأ باسم ربك الذي خلق) (اقرأ
وربك الأكرم) العلق.
3-ما كان همزه أخف من إبداله
وتؤوي
وتؤويه أخف بهمزه***
لم يبدل السوسي في موضعين من جملة الإيواء هما (تؤوي إليك
من تشاء) الأحزاب (وفصيلته التي تؤويه) المعارج ، لأن الإبدال يجعلها واواً ساكنة وبعدها
واو متحركة وعندها لابد من الإدغام لذا فإن الهمز أخف من الإبدال وهذا التعليل هو
تعليل لفظي والأصل هو الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد وافق السوسي
ورشاً في ترك الإبدال للهمز الساكن في هذين اللفظين من جملة الإيواء ويبدل ما
عداهما من ألفاظ جملة الإيواء.
4-ما
كان إبداله يلبس معناه بمعنى غيره وهو موضع واحد في مريم
ورئيا
بترك الهمز يشبه الامتلا
يعني أن السوسي لا يبدل الهمزة في كلمة (رئيا)
من قوله تعالى في سورة مريم (هم أحسن أثاثا ورئيا)
، وعلة ذلك أنك إذا أبدلت الهمزة ياءً صارت ريَّا فيلتبس المعنى بين الري بالماء
والرؤيا بالعين ، وهذا تعليل لفظي فقط والأصل في ترك الإبدال هو الرواية عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
5-ما
كان إبداله يخرجه من لغة إلى لغة أخرى
ومؤصدة
أوصدت يشبه كله *** تخيره أهل الأداء معللا
يعني أن السوسي لا يبدل الهمزة
الساكنة في كلمة (مؤصدة) ، وهذه الكلمة اختلف أهل
اللغة في اشتقاقها على قولين ، الأول يرى أن أصلها أَأصدت مهموزة الفاء ومنهم أبو عمرو بمعنى أطبقت ، والقول
الثاني يرى أن أصلها أوصدت معتلة الفاء بمعنى أغلقت فإذا أبدلت الهمزة واواً
ذهب المعنى إلى الإغلاق وأبو عمرو يريد معنى الإطباق لهذا لا يبدل الهمزة حتى لا
يخرج عن المعنى الذي يريده إلى غيره وهذه هي علة التحقيق.
وبارئكم
بالهمز حال سكونه***وقال ابن غلبون بياء تبدلا
6-
كلمة بارئِكم
لا يبدل السوسي همزة (بارئكم) من قوله تعالى في سورة البقرة (فتوبوا إلى بارئكم) وهذه الكلمة يقرؤها أبو عمرو بإسكان الهمزة ، ذكر الإمام ذلك في فرش سورة البقرة بقوله (وإسكان بارئكم ويأمركم له) ، ويقرؤها غيره بكسر الهمزة وقول ابن غلبون بالإبدال ضعيف لا يعول عليه والرواية هي بعدم الإبدال.
كلمات وافق فيها بعض القراء قراءة السوسي:
وولاه
في بئر وفي بئس ورشهم***
1-كلمات (بئر
وبئس)
أبدلها ورش مع السوسي ، وخالف ورش
فيها أصله بإبدال الهمزة في هذه الكلمات لأن الهمزة هنا وقعت عينا للفعل والأصل
عنده إبدال ما كان فاءً للفعل.
وفي
الذئب ورش والكسائي فأبدلا
2-كلمة (الذئب)
قرأ ورش والكسائي مثل السوسي بالإبدال
للهمزة الساكنة فخالف ورش قاعدته لأن الهمزة هنا هي عين الفعل وليست
فاء الفعل.
وفي لؤلؤ
في العرف والنكر شعبة***
3-كلمة لؤلؤ
المعرفة والمنكرة (ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير)
(يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) (كأمثال اللؤلؤ المكنون) ، يبدل شعبة الهمزة الأولى فقط وصلا ووقفا موافقاً لقراءة السوسي.
ويألتكم
الدوري والإبدال
يجتلى
4-كلمة (يلتكم) في الحجرات من قوله
تعالى (وإن تطيعوا الله ورسوله لايلتكم من أعمالكم شيئا) يقرأ أبو عمرو هذه الكلمة
بالهمز (لا يألتكم من أعمالكم شيئا) فيحقق
الدوري هذه الهمزة ويبدلها السوسي.
وورش لئلا والنسئ بيائه***وأدغم في ياء النسئ
فثقلا
5- كلمة (لئلا)
أبدل ورش منفردا الهمزة في كلمة
(لئلا) في المواضع الثلاثة وصلا ووقفا ، وأصل هذه الكلمة (لأن لا) ووافقه فيها
حمزة وقفا وهذه المواضع هي:
(لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين
ظلموا منهم) البقرة (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) النساء (لئلا يعلم
أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله) الحديد.
6-كلمة (النسيء)
الهمزة في كلمة (النسيء) أبدلها ورش
ياءً ثم أدغم الياء المبدلة في الياء التي قبلها وصلا ووقفا (إنما النسيُ زيادة في الكفر) التوبة ، ويوافقه حمزة وقفا.
قاعدة عامة:
وإبدال
أخرى الهمزتين لكلهم***إذا سكنت عزم كآدم أوهلا
معنى الكلام أنه إذا سكنت الهمزة
الثانية وكان قبلها همزة أخرى فإن جميع القراء يبدلون الهمزة الساكنة حرف مد من
جنس حركة ما قبلها ، وهذا أمر واجب لابد منه قراءةً ولغةً.
مثل: (أأدم) تقرأ (آدم) ، (أؤتمن)
تقرأ (أوتمن) ، (ائتوني) تقرأ (ايتوني) ، (الذين أؤتوا الكتاب) تقرأ (أوتوا
الكتاب) ، وكان الأولى أن يذكر هذا البيت في باب الهمزتين من كلمة.