أهم العناوين

شرح الدرة المضية (باب ياءات الزوائد)

شرح الدرة المضية (باب ياءات الزوائد)

 (باب ياءات الزوائد)


وَتَثْبُتُ فِي الْحَالَيْنِ لاَ يَتَّقِي بِيُو **سُفَ حُزْ كَرُوسِ الآَيِ وَالْحَبْرُ مُوصِلاَ

 

يُوَافِقُ مَا فِي الْحِرْزِ فِي الدَّاعِ وَاتَّقُو **نِ تَسْأَلْنِ تُؤْتُونِي كَذَا اخْشَوْنِ مَعْ وَلاَ

 

وَأَشْرَكْتُمُونِ الْبَادِ تُخْزُونِ قَدْ هَدَا**نِ وَاتَّبِعُونِي ثُمَّ كِيدُونِ وُصِّلاَ

 

دَعَانِي وَخَافُونِي وَقَدْ زَادَ فَاتِحًا**يُرِدْنِ بِحَالَيْهِ وَتَتَّبِعَنْ أَلاَ

 

تَلاَقِ التَّنَادِي بِنْ عِبَادِي اتَّقُو طُمَا**دُعَاءِ اتْلُ وَاحْذِفْ مَعْ تُمِدُّونَنِي فُلاَ

 

وَآَتَانِ نَمْلٍ يُسْرُ وَصْلٍ وَتَمَّتِ الْـ ** أُصُولُ بِعَوْنِ اللَّهِ دُرًّا مُفَصَّلاَ

ياءات الزوائد: هي الياءات المتطرفة الزائدة على رسم المصاحف العثمانية وتثبت في الأسماء والأفعال وتكون من أصل الكلمة أو زائدة عليها ، والخلاف فيها دائر بين الحذف والإثبات.

مذهب يعقوب:

وَتَثْبُتُ فِي الْحَالَيْنِ لاَ يَتَّقِي بِيُو *** سُفَ حُزْ كَرُوسِ الآَيِ

يعني أن يعقوب يثبت وصلا ووقفا جميع ياءات الزوائد التي ذكرت في الشاطبية سواء وقعت في رؤوس الآي أو في أواسطها ، كما يثبت الياءات التي في رؤوس الآي سواءً ذكرها الشاطبي في الحرز أو لم يذكرها وهذا معنى قوله كروس الآي ، وقد جمعها العلماء فكانت أربعةً وثمانين ياءً يثبتها يعقوب وصلا ووقفا.

يستثنى ليعقوب بعض الكلمات من باب ياءات الزوائد وهي:

1- (إنه من يتق ويصبر) في سورة يوسف ، قرأها يعقوب بحذف الياء وصلا ووقفا

2- (يرتع ويلعب) في سورة يوسف قرأها يعقوب بإسكان العين ، وسينص عليها في الفرش

ملاحظة:

 مواضع الياء الزائدة المحذوفة رسما بسبب التقاء الساكنين يثبتها يعقوب وقفا وعددها سبعة عشر موضعا أشار إليها ابن الجزري في باب الوقف على المرسوم بقوله (وبالياء إن تحذف لساكنه حلا) مثل (واخشون اليوم أكملت لكم دينكم) المائدة

أما الياء في قوله تعالى (فبشر عباد * الذين يتبعون القول) في سورة الزمر ، يثبتها يعقوب وقفا لأنها رأس آية ويحذفها وصلا بسبب التقاء الساكنين وهذه الياء لا تدخل ضمن عدة الأربعة والثمانون ياءً لأنه يثبتها وقفا فقط ، ويحذفها أبو جعفر وخلف العاشر وصلا ووقفا ، وأما الياء في قوله تعالى (قل يا عباد الذين ءامنوا اتقوا ربكم ..) في الزمر فجميع القراء متفقون على حذف الياء وصلا ووقفا ومنهم يعقوب.

وقد جمع الإبياري ما انفرد بإثباته يعقوب من الياءات في رؤوس الآي دون بقية القراء فقال:

فخمسون مع تسع ليعقوب قد أتت ** لنا في رءوس الآي خذها على الولا

معا فارهبوني فاتقوني بأربع     **  ولا تكفروني قل أطيعون مسجلا

وفي تنظروني مطلقا أن تفندو  **  ن لا تقربون أرسلوني تقبلا

مآبي متابي قل عقابي ثلاثة      **  فلا تفضحوني معه تخزون فاعقلا

وتستعجلوني فاعبدوني حيث جاء ** وفي يحضروني كذبوني مرسلا

معا يقتلوني وارجعوني تكلمو   **   ن يهدين مهما جاء يسقين فاقبلا

ويشفين يحيين وفي يشهدون قل  **  كذا فاسمعوني مع عذابي تأملا

ويستعجلوني يعبدوني ويطعمو    **  ن كيد فكيدوني ولي دين فانجلا

مذهب أبي جعفر:

وَالْحَبْرُ مُوصِلاَ *** يُوَافِقُ مَا فِي الْحِرْزِ

يعني أن أبا جعفر قرأ بإثبات ياءات الزوائد وصلا دون الوقف فيما أثبته يعقوب تبعا لأبي عمرو في الحرز وعددها ثلاثة عشر كلمة جاءت في خمسة عشر موضعاً من كتاب الله وما عدا هذه الياءات فهو يوافق فيها أصله نافع وفي حال اختلاف ورش وقالون فإن أبا جعفر يقرأ مثل قالون ، لأن القاعدة أنه متى اختلف راويا نافع في شيء ولم يذكره الناظم لأبي جعفر فإن أبا جعفر يقرأ فيه مثل قالون وقد جاء في بعض نسخ الدرة ما يوافق هذه القاعدة.

وعند يزيد الياء فيما بدرة **وفي غيره كالأصل وقفا وموصلا

فإن يختلف فلأصل قالون فيهما**وآتان نمل مثل عثمان قد تلا

وقد خرج عن هذه القاعدة في موضع النمل (فما آتان الله) فقرأ أبو جعفر بحذفها وقفاً مثل ورش لأن قالون له فيها الحذف والإثبات وقفاً فخالفه أبو جعفر بوجه الإثبات ، وخرج عنها أيضاً موضع إبراهيم (وتقبل دعاء) فأثبتها أبو جعفر وصلاً مثل ورش مخالفاً قالون الذي يحذفها وسيذكر الإمام هذا الموضع آخر الباب.

وهذه هي الياءات التي أثبتها أبو عمرو في الحرز وعددها أربعة عشر ياء زائدة:

فِي الدَّاعِ وَاتَّقُو***نِ تَسْأَلْنِ تُؤْتُونِي كَذَا اخْشَوْنِ مَعْ وَلاَ

وَأَشْرَكْتُمُونِ الْبَادِ تُخْزُونِ قَدْ هَدَا ***نِ وَاتَّبِعُونِي ثُمَّ كِيدُونِ وُصِّلاَ

دَعَانِي وَخَافُونِي

1- (أجيب دعوة الداع ..) البقرة

2- (يوم يدعوا الداع إلى شيء نكر) القمر

3- (واتقون يا أولي الألباب) البقرة

4- (فلا تسألن ما ليس لك به علم) هود

5- (حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به) يوسف

6- (فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) المائدة ، حدد هذه الموضع بــ (ولا) ليخرج موضع (واخشوني ولأتم نعمتي) في البقرة المجمع على إثباته وكذلك ليخرج موضع (واخشون اليوم أكملت لكم دينكم) في المائدة المحذوف للجميع سوى يعقوب وقفاً.

7- (إني كفرت بما أشركتمون من قبل) إبراهيم

8- (سواء العاكف فيه والباد) الحج

9- (ولا تخزون في ضيفي) هود ، أما موضع الحجر (فاتقوا الله ولا تخزون) فرأس آية لا يثبتها إلا يعقوب

10- (وقد هدان) الأنعام ، حدد هذا الموضع بــ (قد) ليخرج باقي المواضع (لو أن الله هداني لكنت) (قل إنني هداني ربي) المثبتة للكل.

11- (يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد) غافر

12- (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم) الزخرف ، أما في آل عمران (فاتبعوني يحببكم الله) الياء مثبتة للكل.

13- (ثم كيدون فلا تنظرون) الأعراف

14- (أجيب دعوة الداع إذا دعان) البقرة

15- (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) آل عمران

وَقَدْ زَادَ فَاتِحًا  *  يُرِدْنِ بِحَالَيْهِ وَتَتَّبِعَنْ أَلاَ

يعني أن أبا جعفر زاد عن يعقوب الياءات التالية يثبتها وصلا مع الفتح ووقفا يثبتها ساكنة وهي:

1- (إن يردنيَ الرحمن بضر) يس

2- (ما منعك ألا تتبعنيَ * أفعصيت أمري) في سورة طه ، وقد خالف فيهما قاعدته العامة عندما أثبتها وقفا لأن القاعدة العامة عنده الإثبات وصلا فقط (والحبر موصلا) وهذه الياء أثبتها أهل سما وصلا ساكنة إلا أن أبا جعفر زاد عليهم الإثبات وقفا والفتح وصلا ، وما عدا هذه الياءات فإن أبا جعفر يوافق فيها أصله من رواية قالون عن نافع.

والخلاصة: أن أبا جعفر يثبت ما أثبته نافع فإذا اختلف ورش وقالون فإن أبا جعفر يثبت ما يثبته قالون ويحذف ما حذفه قالون من ياءات الزوائد إلا موضع إبراهيم (ربنا وتقبل دعاء * ربنا اغفر لي) يثبتها أبو جعفر مخالفا لقالون الذي يحذفها وسينص عليها الإمام لاحقا ، وكذلك موضع النمل (فما آتان الله) فقرأ أبو جعفر بحذفها وقفاً مثل ورش لأن قالون له فيها الحذف والإثبات وقفاً فخالفه أبو جعفر بوجه الإثبات، ويزيد على قالون ما أثبته أبو عمرو وهي الثلاثة عشر ياءً السابقة.

الياءات التي يثبتها أبو جعفر تبعا لنافع حال اتفاق قالون وورش أو تبعا لقالون حال الاختلاف بين قالون وورش هي:

* (ومن اتبعن وقل للذين) آل عمران (يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه) هود (لئن أخرتن إلى أجل ، فهو المهتد) في الإسراء.

* (فهو المهتد ، أن يهدين ، إن ترن ، أن يؤتين ، ما كنا نبغ ، على أن تعلمن) والستة المواضع في الكهف

(اتبعون أهدكم) غافر (ومن آياته الجوار في البحر) الشورى (يوم يناد المناد) ق (مهطعين إلى الداع) القمر.

* (والليل إذا يسر ، فيقول ربي أكرمن ، فيقول ربي أهنن) والثلاثة في الفجر

* (ما منعك ألا تتبعنيَ * أفعصيت أمري) طه وزاد فيها عن نافع الفتح وصلا

 أما ياء (أجيب دعوة الداع إذا دعان) في البقرة ، وياء (يوم يدع الداع إلى) في القمر فهي مما وافق فيها أبو جعفر قراءة أبي عمرو.

في اليت التالي سيذكر الناظم الياءات التي انفرد بها أحد رواة أبي جعفر:

تَلاَقِ التَّنَادِي بِنْ

يعني أن ابن وردان انفرد بإثبات ياءات (التلاق ، التناد) وصلا دون الوقف مخالفاً لقالون ، وحذفهما ابن جماز وصلا ووقفا وهذه الياءات هي: (لينذر يوم التلاق * يوم هم بارزون) (إني أخاف عليكم يوم التناد * يوم تولون مدبرين) كلاهما في غافر ، ويثبتها يعقوب وصلا ووقفا لأنها رؤوس أي ويحذفها خلف العاشر موافقا لحمزة.

عِبَادِي اتَّقُو طُمَا

يعني أن رويس انفرد بإثبات ياء (يا عباد فاتقون * والذين اجتنبوا) في الزمر وصلا ووقفا ، وحذفها في الحالين روح ، وأبو جعفر ، وخلف العاشر.

دُعَاءِ اتْلُ

أثبت أبو جعفر الياء ساكنة وصلا في قوله تعالى (ربنا وتقبل دعاء * ربنا اغفر لي) في سورة إبراهيم ، وذكرها هنا لأن أبا جعفر خالف فيها قالون لأن قالون يحذفها ويثبتها ورش قال الشاطبي (ودعاء فـي جنا حلو هديه) ويثبتها يعقوب وصلا ووقفا لأنها رأس آية.

وَاحْذِفْ مَعْ تُمِدُّونَنِي فُلاَ

يعني أن خلف العاشر حذف ياء (وتقبل دعاء * ربنا) في إبراهيم وكذلك ياء (أتمدونن بمال) في النمل وصلا ووقفا خلافا لأصله حمزة قال الشاطبي (تمدونني سما فريقا) (ودعاء في جنا حلو هديه) وقرأ يعقوب بإثبات الياء في الموضعين وصلا ووقفا ، وقرأ أبو جعفر بالإثبات وصلا والحذف وقفا.

ملاحظة:

حمزة يثبت الياء في أتمدونٍي وصلا ووقفا قال الشاطبي (وتثبت في الحالين درا لوامعا ** بخلف وأولى النمل حمزة كملا)

ويقرأ بنون واحدة مشددة ذكر ذلك الشاطبي في فرش سورة النمل (تمدونني الإدغام فاز فثقلا) أما خلف العاشر فيقرأ بنونين مع حذف الياء.

وَآَتَانِ نَمْلٍ يُسْرُ وَصْلٍ

الكلام معطوف على الحذف والمعنى أن روح يحذف ياء (فما آتاني الله خير مما ءاتاكم) في سورة النمل وصلا ويثبتها وقفا على قاعدة يعقوب ، ويقرأ رويس بإثباتها في الحالين وصلا مفتوحة والفتح جاء لأن بعدها ساكن مثل أبي عمرو ويثبتها وقفا ساكنة ، أما أبو جعفر فيثبتها وصلا مفتوحة كأصله نافع (قال الشاطبي (وفي النمل آتاني ويفتح عن أولي حمى) ويحذفها وقفاً على أصل مذهبه ، ويحذفها خلف العاشر وصلا ووقفا موافقا لأصله من رواية حمزة ، ويتبين لنا مما سبق أن خلف العاشر يحذف الياء الزائدة وصلا ووقفا في جميع المواضع.

الخلاصة في الإثبات والحذف في ياءات الزوائد للقراء الثلاثة:

يثبت أبو جعفر ما أثبته من ياءات الزوائد وصلا ويحذف وقفاً إلا المستثنيات ، ويعقوب يثبت وصلا ووقفا إلا المستثنيات وخلف العاشر يحذف كل ياءات الزوائد وصلا ووقفا.

خلاصة مخالفة أبو جعفر لرواية قالون في ياءات الزوائد:

* خالف أبو جعفر قالون بإثبات ياء (دعاء) وصلا في سورة إبراهيم فقرأ مثل ورش ، وقالون يقرأ بحذفها وصلا ووقفاً.  * خالف أبو جعفر قالون بترك إثبات ياء (ءاتان) وقفاً في سورة النمل فقرأ بالحذف فقط.

* وخالف ابن وردان قالون في إثبات ياء (التلاق ، والتناد) وصلاً وحذفها وقفاً وقالون يحذفها وصلاً ووقفاً.

ملاحظة:

كان على الناظم في كلمة (ءاتان) في سورة النمل أن ينص أن لأبي جعفر حال الوقف حذف الياء فقط حتى لا يتوهم أن ابن وردان يقرأ مثل قالون عند الوقف لأن قالون حال الوقف على هذه الكلمة له وجهان الحذف والإثبات للياء الزائدة قال الشاطبي (وخلاف الوقف بين حلا على).

  

(تحميل شرح باب ياءات الزوائد PDF)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل شرح أصول الشاطبية والدرة المضية مفهرس PDF)


حقوق الطبع والنشر متاحة لكل مسلم

(تحميل ملخص شرح أصول الشاطبية مع ملحق للتحريرات)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل ملخص شرح أصول الدرة المضية)

لتحميل الملف انقر هنا

(تحميل ملخص شرح منظومة تلخيص صريح النص)

(تحميل ملف تحريرات الشاطبية)

وهيب الحاشدي
بواسطة : وهيب الحاشدي



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-