(باب الإدغام الكبير)
14
|
وَبَا الصَّاحِبِ ادْغِمْ حُطْ وَأَنْسَابَ طِبْ نُسَبْـ
|
ـبِحَكْ نَذْكُرَكْ إِنَّكْ جَعَلْ
خُلْفُ ذَا وِلاَ
|
15
|
بِنَحْلٍ قِبَلْ مَعْ أَنَّهُ
النَّجْمِ مَعْ ذَهَبْ
|
كِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ وَبِالْحَقِّ
أَوَّلاَ
|
16
|
وَأُدْ مَحْضَ تَأْمَنَّا تَمَارَى
حُلاً تَفَكْـ
|
ـكَرُوا طِبْ تُمِدُّونَنْ حَوَى أَظْهِرَنْ فُلاَ
|
17
|
كَذَا التَّاءُ فِي صَفًّا وَزَجْرًا
وَتِلْوِهِي
|
وَذَرْوًا وَصُبْحًا عَنْهُ بَيَّتَ فِي حُلَى
|
علة
الإدغام: هو تخفيف
اللفظ لثقل عودة اللسان إلى المخرج.
أولا:
إدغام المتماثلين في كلمتين
وَبَا الصَّاحِبِ ادْغِمْ حُطْ
يعني
أن يعقوب أدغم من المتماثلين الباء في الباء من
قوله تعالى في سورة النساء (والصاحبِ بالجنب) فقط وبهذا خالف أصله من جهة الدوري لأنه لا
يدغم شيئا ومن جهة السوسي الذي يدغم المتماثلين في كل القرءان.
وَأَنْسَابَ طِبْ
نُسَبْــِحَكْ نَذْكُرَكْ إِنَّكْ
يعني أن رويس أدغم منفردا بلا خلاف المواضع التالية:
1- (فلا
أنسابَ بينهم)
المؤمنون
2-3- (كي
نسبحكَ كثيرا * ونذكركَ كثيرا) طه
4- (إنكَ كنت بنا بصيرا) طه
قال
الإيباري بأن الإدغام لرويس في قوله تعالى (فلا أنساب بينهم) وما شابهه يكون مع
المد المشبع فقط وعليه العمل ، ومثله حمزة فيما يدغم من الإدغام الكبير على عكس
السوسي الذي يدغم مع القصر والتوسط والإشباع.
جَعَلْ خُلْفُ ذَا وِلاَ
بِنَحْلٍ قِبَلْ مَعْ
أَنَّهُ النَّجْمِ مَعْ ذَهَبْ** كِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ وَبِالْحَقِّ
أَوَّلاَ
يعني أن رويس أدغم بخلف عنه في ستة عشر موضعاً ، والخلف دائر بين الإدغام والإظهار وليس هناك وجه مقدم على الأخر وهي ثمانية مواضع في النحل وموضع في النمل وأربعة مواضع في النجم وثلاثة مواضع في البقرة.
وهذه المواضع هي:
1-
8- (جعل لكم من
أنفسكم ، جعل لكم
من أزواجكم ، جعل لكم
السمع ، جعل لكم
من بيوتكم ، جعل لكم
من جلود الأنعام ، جعل لكم
مما خلق ظلالا ، جعل لكم
من الجبال أكننا ، جعل لكم
سرابيل) كلها في سورة النحل.
9- (لا قبل لهم بها) في سورة
النمل
10- (وأنه هو أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأحيا) (وأنه هو أغنى وأقنى * وأنه هو رب الشعرى) في
سورة النجم
14- (ولو
شاء الله لذهب بسمعهم)
البقرة
15- (فويل
للذين يكتبون الكتاب بأيديهم
ثم يقولون هذا من عند الله) البقرة
قول الإمام:
(وبالحق أولا) يقصد به الموضع الأول في سورة
البقرة
16- (ذلك
بأن الله أنزل الكتاب بالحق)
البقرة
وبقية
المواضع ليس له فيها إدغام وهي (وأنزل معهم الكتاب بالحق ، نزل عليك الكتاب بالحق
، إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق).
ثانياً:
إدغام المتماثلين في كلمة
وَأُدْ مَحْضَ تَأْمَنَّا تَمَارَى
حُلاً تَفَكْـ |
ـكَرُوا طِبْ تُمِدُّونَنْ حَوَى أظْهِرَنْ فُلاَ |
وَأُدْ مَحْضَ
تَأْمَنَّا
يعني أن أبا جعفر قرأ كلمة (تأمنا)
في سورة يوسف بالإدغام المحض بلا إشمام ، وجميع القراء يشمون في هذه الكلمة.
تَمَارَى حُلاً
أدغم
يعقوب التاء الأولى في الثانية من كلمة (تتمارى) (فبأي ألاء ربك تتمارى)
في سورة النجم فيكون النطق بتاء مشددة وصلا وإذا وقف على كلمة (ربك) بدأ بتائين.
تفكــــــــــروا
طب
أدغم
رويس منفردا التاء الأولى في الثانية في كلمة (تتفكروا) من قوله تعالى (ثم تتفكروا
ما بصاحبكم من جنة) سورة سباء.
وهذه
التاءات تشبه تاءات البزي في الشاطبية والفارق
بينها هو أن تاءات البزي مرسومة بتاءٍ واحدة بينما تاءات يعقوب
مرسومة بتاءين ، والإدغام عند البزي ويعقوب يكون عند الوصل ، أما عند
الابتداء في تاءات البزي نبدأ بتاءٍ واحدة وفي تاءات يعقوب ورويس نبدأ بتاءين.
تُمِدُّونَنْ حَوَى
أدغم
يعقوب النون الأولى في الثانية مع إشباع المد من
قوله تعالى (أتمدونٍي بمال) النمل ، مخالفا لأصله
فتكون قراءته مثل قراءة حمزة.
أَظْهِرَنْ فُلاَ
يعني أن خلف العاشر قرأ هذه
الكلمة (أتمدونن) بإظهار النونين مخالفا لأصله من
روايته عن حمزة في الشاطبية حيث يقرأ بالإدغام.
إدغام
المتقاربين الكبير:
كَذَا التَّاءُ فِي صَفًّا وَزَجْرًا وَتِلْوِهِ *** وَذَرْوًا
الكلام
معطوف على الإظهار (أَظْهِرَنْ فُلاَ) ،
والمعنى أن خلف العاشر أظهر المواضع التي أدغمها
حمزة في قوله تعالى في سورة الصافات (والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا) وكذلك قوله تعالى (والذاريات ذروا) في سورة
الذاريات.
وَصُبْحًا عَنْهُ
يقصد قوله تعالى في سورة العاديات (فالمغيرات صبحا) والمعنى أن خلف العاشر يظهر التاء عند الصاد في قوله تعالى
(فالمغيرات صبحا) وخلف العاشر في روايته عن حمزة في الشاطبية يظهر هذا
الموضع أصلا ، والإدغام هو لخلاد بخلف عنه وذكر
ابن الجزري لهذا الموضع فيه مخالفة لشرطه بأنه سيذكر فقط ما خالف فيه القارئ أصله
في الشاطبية وسيسكت عن مواضع الاتفاق ولكن يعتذر له بأنه ذكرها تكملة للبيت فقط.
بَيَّتَ فِي حُلَى
يعني أن خلف العاشر
ويعقوب يظهران التاء عند الطاء من قوله تعالى (فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول) في سورة النساء ، مخالفين
لأصولهما من روايتهما عن حمزة وأبي عمرو لأنهما يدغمان في هذا الموضع قال الشاطبي
في فرش سورة النساء (إدغام بيت في حلا) وسكت عن أبي جعفر فعلم
أنه يقرأ بالإظهار كأصله نافع.
استدراك هام: بعد أن انتهى نظم باب الإدغام قد يتوهم البعض بأن المسكوت عنه من إدغام
المتقاربين يوافق فيه يعقوب أصله من رواية السوسي بالإدغام بينما ليس ليعقوب فيه إلا الإظهار.