(مذهب الكسائي في إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف)
هاء التأنيث: هي كل
هاء في آخر الكلمة دالة على المفرد المؤنث وتنطق في الوصل تاء وفي الوقف هاء سواءً
رسمت في المصاحف بالتاء المربوطة أو بالتاء المبسوطة ، والكسائي
يقف بالهاء على ما رسم بالتاء المبسوطة كما سيأتي بيانه في باب الوقف على
أواخر الكلم.
ويدخل في هاء التأنيث ما جاء على لفظها وإن لم
يقصد بها الدلالة على التأنيث، مثل (همزة ، لمزة ، كاشفة ، فتية ، أئمة ، بصيرة).
وبقولنا
في الوصل تاء تخرج هاء الضمير مثل (ذكره ، شطئه ، فضله) وهاء السكت ، مثل (حسابيه
، ماليه ، يتسنه) والهاء الأصلية مثل (فواكه ، وجه ، توجه ، نفقه ، ينته) وكذلك
هاء كلمة (هذه) وإن كانت دالة على المؤنث إلا أنها تنطق هاء وصلاً ووقفاً.
ومن عنوان
الباب نعرف أنه خاص بالكسائي دون سواه ، وأن الإمالة تكون حال الوقف فقط.
وفي هاء تأنيث الوقوف
وقبلها *** ممال الكسائي غير
عشر ليعدلا
ويجمعها (حق ضغاط عص خظا) *** و(أكهر) بعد الياء يسكن ميلا
أو الكسر والإسكان ليس
بحاجز***ويضعف بعد الفتح والضم أرجلا
لعبره مائة وجهه وليكة
نص الناظم على إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف وهذا أحد قولين ، والقول الثاني أن الإمالة لا تكون إلا في الحرف الذي قبل هاء التأنيث ، أما هاء التأنيث فلا تتأتى فيها الإمالة حال الوقف لأنها تكون ساكنة والساكن لا يتأتى فيه فتح ولا إمالة ، وبين في هذه الأبيات المذهب الأول للكسائي وهو المذهب المضيق وبه قرأ الداني على طاهر ابن غلبون وينقسم هذا المذهب إلى ثلاثة أقسام.
أقسام المذهب المضيق التفصيلي:
أولاً: قسم مفتوح مطلقاً
وذلك إذا كان قبل هاء التأنيث حرف من
حروف عبارة (حق ضغاط عص خظا).
مثل: (النطيحة
، الحاقة ، قبضة ، بالغة ، الصلاة ، بسطة ، القارعة ، خصاصة ، الصاخة ، موعظة).
ثانياً: قسم متردد بين
الفتح والإمالة
وهذه
الحروف مجموعة في كلمة (أكهر) وتمال إذا كان قبلها
ياء ساكنة ، مثل (الأيكة ، خطيئة ، كهيئة ، كبيرة) أو كسر متصل في كلمة واحدة ، مثل
(الملائكة ، فاكهة ، تبصرة ، مِئة ، خاطئة) أو ساكن قبله كسر أصلي ، مثل (لَعِبرَة ، سدرة ، وِجهة) وذلك لقوله والإسكان ليس
بحاجزٍ ، واختلفوا في إمالة كلمة (فطرت) لأن
الحرف الساكن بعد الكسرة هو حرف استعلاء.
ويضعف بعد الفتح والضم أرجلا
يعني أن حروف كلمة (أكهر)
تضعف عن تحمل الإمالة إذا كان ما قبلها مفتوحاً أو مضموماً أو ساكن قبله مفتوح أو
مضموم ، مثل (امرأة ، براءة ، سورة ، مباركة ، الشوكة ، التهلكة ، سفاهة ، شجرة ،
سيارة ، نضرة ، عسرة ، محشورة) في هذه الأحوال لا تمال حروف (أكهر).
ثالثاً: قسم ممال مطلقا
وذلك
إذا جاء قبل هاء التأنيث حرف من حروف الهجاء الباقية وجمعها بعضهم بقوله (فجثت زينب لذود شمس).
مثل:
(خليفة ، بهجة ، ثلاثة ، بغتة ، لمزة ، قرية ، جنة ، حبة ، الظلة ، لذة ، قوة ،
بلدة ، عيشة ، رحمة ، خمسة).
المذهب الموسع:
وبعضهم***سوى ألف عند الكسائي
ميلا
هذا هو المذهب الثاني للكسائي وهو المذهب
الموسع وبه قرأ الداني على أبي الفتح فارس وعليه يميل الكسائي جميع الحروف قبل هاء
التأنيث باستثناء الألف ، مثل (الصلاة ، مناة ، النجاة ، مزجاة) ولا يدخل في هذا
الاستثناء ألف (مرضات وتقاة
ومشكاة والتوراة)
فهذه الكلمات ألفها ممالة وصلا ووقفا لورود النص بإمالتها في باب الفتح والإمالة
بالنسبة (لمرضات وتقاة ومشكاة) ، وفي فرش سورة آل عمران بالنسبة لكلمة (التوراة).
تنبيه:
قال الشيخ عبد الفتاح القاضي في البدور الزاهرة بأن كلمة (فطرت) فيها الفتح والإمالة للكسائي حال الوقف عليها والله أعلم.