(باب الوقف على أواخر الكلم)
والإسكان أصل الوقف وهو
اشتقاقه *** من الوقف عن تحريك حرف تعزلا
أصل الوقف هو سكون الحرف الموقوف
عليه ، بيمنا الروم والإشمام هما فرعان من الوقف.
الإسكان: هو
تفريغ الحرف من الحركات الثلاث الفتحة والضمة والكسرة.
الوقف لغة: الكف.
واصطلاحا: هو
قطع الصوت على حرف قرآني بزمن عادة يتنفس فيه بنية استئناف القراءة مرة أخرى.
القطع: هو قطع
الصوت على حرف قرآني بنية التوقف عن القراءة ، والأصل أن يكون على أواخر الآيات
والسور.
السكت: هو قطع الصوت
على حرف قرآني بمقدار حركتين بينة استئناف القراءة مرة أخرى بدون تنفس.
بيان من ورد عنهم النص
بالروم والإشمام:
وعند أبي عمروٍ وكوفيهم به *** من الروم والإشمام سمت تجملا
وأكثر أعلام القران يراهما
*** لسائرهم أولى العلائق مــطــولا
يعني أن النص ورد بالوقف بالروم
والإشمام عن أبي عمرو البصري وعن الكوفيين الثلاثة (عاصم وحمزة والكسائي) وأكثر
العلماء يرون أن الوقف بالروم والإشمام هو للقراء السبعة جميعاً اختياراً
واستحباباً وإن لم يرد النص عن الجميع بذلك.
تعريف الروم والإشمام:
ورومك إسماع المحرك واقفا
*** بصوت خفي كل دان تنولا
والإشمام إطباق الشفاه
بعيد ما *** يسكن لا صوت هناك فيصحلا
الروم: هو
الإتيان ببعض الحركة عند الوقف على الحرف المضموم والمرفوع والمكسور والمجرور
يسمعها القريب المنصت ولا يسمعها البعيد ، والباقي من الحركة يكون أقل من الذاهب
منها.
الإشمام: هو ضم الشفتين
إشارة بالضم بعد إسكان الحرف المضموم والمرفوع من غير صوت يدركه المبصر ولا يدركه
الكفيف.
مواضع الروم والإشمام:
وفعلهما في الضم والرفع
وارد***ورومك عند الكسر والجر وصلا
ولم يره في الفتح والنصب
قارئ***وعند إمام النحو في الكل أعملا
يعني أن الروم يكون في المضموم والمرفوع والمكسور
والمجرور أما الإشمام فيكون في المضموم والمرفوع فقط ، أما عند الوقف على المفتوح
والمنصوب فليس فيه لا روم ولا إشمام حال الوقف.
قوله (وعند إمام النحو في الكل أعملا) يقصد بإمام النحو سيبويه
وقد أجاز الروم والإشمام في المفتوح والمنصوب في كلام العرب ، أما في القرءان فلا
يدخل الروم والإشمام في المفتوح والمنصوب حال الوقف.
ألقاب البناء والإعراب:
وما نوع التحريك إلا للازم
*** بناءً وإعرابٍ غدا متنقلا
هذا اعتذار من الناظم لذكره ستة
أسماء للحركات وهي في الأصل ثلاثة فقط ، وكأنه يقول ما ذكرت ألقاب علامات الإعراب وهي
(المرفوع ، والمنصوب ، والمجرور) ، وألقاب علامات البناء وهي (مبني على الضم ، مبني
على الفتح ، مبني على الكسر) إلا ليعلم أن حكمها واحد من حيث دخول الروم والإشمام
عليها أو امتناعه.
موانع الروم والإشمام:
وفي هاء تأنيث وميم الجمع
قل *** وعارض شكل لم يكونا ليدخلا
وفي الهاء للإضمار قوم
أبوهما *** ومن قبله ضم أو الكسر مثلا
أو اماهما واو وياء وبعضهم
*** يرى لهما في كل حال محللا
يمتنع الروم والإشمام في خمس حالات
هي:
1- ما كان أخره فتحة
2- ما كان أخره هاء تأنيث مربوطة مثل (شجرة ، لكبيرة) لأننا إذا وقفنا عليها نقف بالهاء أما إذا رسمت بالتاء المبسوطة مثل: (رحمت ، شجرت ، نعمت) فيدخلها الروم والإشمام لمن مذهبه الوقف على تاء التأنيث المبسوطة بالتاء.
3- ما كان أخره ميم جمع فلا يوقف على ميم
الجمع إلا بالسكون مثل: (عليكم ، إليكم).
4-عارض
الشكل مثل (أمِ ارتابوا ، قمِ الليل) لأن الكسرة هنا عارضة جاءت للتخلص من
التقاء الساكنين ، وكذلك ما ينقل إليه ورش مثل (قلِ
إنما ، من إستبرق ، قلُ أوحي) لأن الحرف المنقول إليه أصله ساكن وحركة النقل عارضة
فعند الوقف عليه نقف بالسكون.
5-ما كان أخره هاء ضمير
(وهي سبعة أنواع):
1-هاء ضمير قبلها كسر ، مثل: (وزوجه ، ربه ، قلبِه)
2-هاء ضمير قبلها ياء ، مثل: (فألقيه، فيه ، أخيه)
3-هاء ضمير قبلها ضم ، مثل: (يرفعه ، يعلمه ، قلبُه ، أحباؤه)
4-هاء ضمير قبلها واو ، مثل: (عقلوه ، صلبوه ، قتلوه)
5-هاء ضمير قبلها فتح ، مثل: (نفسَه ،
فضلَه ، زوجَه)
6-هاء ضمير قبلها ألف ، مثل: (اجتباه ، وهداه ، تخشاه)
7-هاء ضمير قبلها ساكن صحيح ، مثل: (من لدنه ، فأهلكته ، فليصمه)
مذاهب العلماء في الروم والإشمام في هاء الضمير
للعلماء ثلاثة مذاهب في الروم والإشمام في هاء الضمير هي:
الأول: يرى امتناع
الروم والإشمام في الأنواع السبعة.
الثاني: يرى امتناع
الروم والإشمام فيما كان قبله واو أو ياء ، أو ضم أو كسر ويجوز فيما قبله فتح أو ألف
أو ساكن صحيح.
الثالث: يرى جواز
الروم والإشمام في الأنواع السبعة لهاء الضمير.
واختار
ابن الجزري جواز الروم والإشمام في هاء الضمير إذا كان قبلها فتح أو ألف أو ساكن
صحيح ، والمنع في باقي الأنواع.