كَقَالُونَ أُدْ لِي دِينِ سَكِّنْ وَإِخْوَتِي |
وَرَبِّي
افْتَحَ اصْلاً وَاسْكِنِ
الْبَابَ حُمِّلاَ |
سِوَى
عِنْدَ لاَمِ الْعُرْفِ إِلاَّ النِّدَا وَغَيْـ |
ـرَ
مَحْيَايَ مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ وَاحْذِفَنْ وِلاَ |
عِبَادِيَ لاَ يَسْمُو وَقَوْمِي افْتَحًا لَهُ |
وَقُلْ
لِعِبَادِي طِبْ فَشَا وَلَهُ وَلاَ |
لَدَى
لاَمِ عُرْفٍ نَحْوُ رَبِّي عِبَادِ لاَ النْـ |
ـنِدَا
مَسَّنِي آَتَانِ أَهْلَكَنِي مُلاَ |
ياء
الإضافة: هي ياء زائدة دالة على المفرد المتكلم وتلحق الأسماء والأفعال
والحروف وهي ثابتة في خط المصحف ، وعلامة ياء الإضافة أنها تقبل إحلال
الهاء والكاف محلها مثل (ضيفي – ضيفك - ضيفه) (لي – لك -له).
كَقَالُونَ أُدْ
أمر الإمام
بالقراءة لأبي جعفر في ياءات الإضافة مثل قالون
يفتح حيث يفتح قالون ويسكن حيث يسكن قالون ما عدا المستثنيات وبهذا خالف أبو جعفر
أصله من رواية ورش فيما اختلف فيه ورش مع قالون.
المستثنيات:
وهي الكلمات التي خالف فيها أبو جعفر قراءة قالون
لِي دِينِ سَكِّنْ وَإِخْوَتِي ** وَرَبِّي افْتَحَ اصْلاً
1- (ولي دين) في سورة الكافرون يسكنها أبو جعفر خلافا لنافع الذي يقرأ بالفتح قال الشاطبي (ولي
دين عن هاد بخلف له الحلى)
2- (وبين إخوتي إن ربي) في سورة يوسف يفتحها أبو جعفر مخالفا لقالون الذي يسكنها وموافقا لورش يفتحها ، قال
الشاطبي (وفي إخوتي ورش).
3- (ولئن
رجعت إلى ربي إن لي) في سورة فصلت ، يقرؤها أبو جعفر بالفتح موافقا لورش ولقالون بأحد وجهيه لأن
لقالون فيها الفتح والإسكان فخالف أبو جعفر قالون بوجه الإسكان ولهذا ذكرها الإمام
، ولم تذكر في الشاطبية في باب ياءات الإضافة وإنما ذكرت في فرش سورة فصلت قال
الشاطبي (وربي به الخلف بجلا).
مذهب يعقوب:
وَاسْكِنِ الْبَابَ حُمِّلاَ
يعني أن يعقوب يسكن كل ياءات الإضافة وهذه هي القاعدة العامة عند يعقوب وبذلك خالف أصله من رواية أبي عمرو في ياء الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة أو مكسورة ، أما إذا جاء بعد ياء الاضافة لام التعريف فإن يعقوب يفتحها كما سيأتي.
المستثنيات:
وهي الكلمات التي يفتحها يعقوب خلافا للقاعدة العامة
سِوَى عِنْدَ لاَمِ الْعُرْفِ
والمعنى أن يعقوب يفتح ياء الإضافة التي
بعدها لام التعريف مثل (عهدي الظالمين) (قل لعبادي الذين ءامنوا) (سأصرف
عن آياتي الذين) (ربي الذي يحي ويميت) وهو هنا موافق لأبي عمرو في فتحها لأن الذي يسكنها من
الشاطبية حمزة ، وذكر الإمام لها مع أن يعقوب موافق لأصله فيها بالفتح جاء ليخرجه
من عموم قوله (وَاسْكِنِ الْبَابَ حُمِّلاَ).
إِلاَّ النِّدَا
يعني بها ياء
الإضافة التي قبلها ياء النداء وبعدها لام التعريف وهذا استثناء من الاستثناء ، والمعنى
أن يعقوب يقرأ بإسكان ياء الإضافة التي بعدها لام
التعريف إذا سبقت بياء النداء على القاعدة العامة ، فتكون بهذا قراءته مثل قراءة أبي
عمرو وحمزة والكسائي (حمى شاع).
وهما موضعان
فقط في كل القرآن:
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) في سورة
الزمر (يا عبادي الذين ءامنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) في العنكبوت.
وَغَيْــرَ مَحْيَايَ
يعني أن يعقوب يقرأ
بفتح ياء (محياي) في سورة الأنعام (ومحياي ومماتي) موافقا لأصله قال الشاطبي (ومحياي جي بالخلف والفتح خولا).
مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ
يعني أن يعقوب يقرأ بفتح ياء (بعدي)
في سورة الصف (من بعدي اسمه أحمد) وهو موافق
لأصله قال الشاطبي (بعدي سما).
وَاحْذِفَنْ وِلاَ عِبَادِيَ لاَ يَسْمُو
يعني أن روح قرأ بحذف ياء الإضافة في موضع الزخرف (يا عباد لا خوف عليكم اليوم) مثل حفص قال الشاطبي (والحذف عن شاكر دلا).
وعلم أن
المقصود موضع الزخرف بتقيده ب (لا) بعد عبادي فتكون قراءة رويس بإثبات الياء ساكنة وصلا ووقفا على القاعدة العامة (يا عبادي لا خوف عليكم) وهذه الياء جاءت مرسومة في بعض المصاحف
ومحذوفة في بعضها.
وسكت عن أبي جعفر وخلف العاشر فعلم موافقتهما لأصولهما فيها حيث يثبتها أبو جعفر ويحذفها خلف العاشر ، وقد انفرد شعبة بفتحها وصلا دون بقية القراء قال الشاطبي (عبادي صف).
وَقَوْمِي افْتَحًا لَهُ (الضمير في قوله له يعود على آخر مذكور وهو روح)
والمعنى أن روح يقرأ بإثبات الياء وفتحها في قوله تعالى في سورة
الفرقان (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا
هذا القرءان مهجورا) مثل أبي عمرو قال الشاطبي (قومي الرضا
حميد هدى) وذكرها الإمام
رغم الموافقة للأصل لأن روح خالف فيها القاعدة العامة
ليعقوب وهي الإسكان ، وليخرج رويس الذي يقرأ
بإثباتها ساكنة.
وَقُلْ لِعِبَادِي طِبْ فَشَا ..... هذا
عطف على الفتح
قرأ رويس وخلف العاشر بفتح ياء الإضافة في سورة إبراهيم (قل
لعبادي الذين ءامنوا يقيموا الصلاة) وقرأ روح بالإسكان وتسقط درجا بسبب التقاء الساكنين ، وذكر
رويس هنا رغم أنه على قاعدة يعقوب العامة بالفتح عند لام العرف ليخرج روح الذي يقرأ بالإسكان مخالفا للقاعدة العامة بالفتح
ليعقوب عند لام العرف (واسكن الباب حملا سوى عند
لام العرف).
خلاصة
مذهب يعقوب في
ياءات الإضافة:
يسكن كل
ياءات الإضافة إلا ما كان بعدها لام التعريف فإنه يفتحها ، ما عدا موضعان سبقا
بياء النداء (يا عبادي الذين) في العنكبوت والزمر
فإنه يسكنها ، كما يفتح ياء كلمة (محياي) في سورة الأنعام وياء كلمة (من بعدي اسمه أحمد) في
سورة الصف ويفتح روح وحده ياء (قومي اتخذوا) وسكن روح ياء (قل لعبادي الذين ءامنوا) في سورة إبراهيم ، كما حذف روح ياء (يا عباد لا خوف عليكم) في سورة الزخرف في
الحالين وأثبتها رويس ساكنة في الحالين.
مذهب خلف العاشر:
وَله وِلاَ .... الضمير عائد على آخر مذكور وهو خلف العاشر (فشا) والترجمة بالفتح
لَدَى لاَمِ عُرْفٍ نَحْوُ رَبِّي عِبَادِ لاَ النْـ * ـنِدَا
مَسَّنِي آَتَانِ أَهْلَكَنِي مُلاَ
والمعنى أن خلف العاشر يفتح كل ياءات الإضافة التي بعدها لام
التعريف خلافا لحمزة إلا ما كان قبلها ياء نداء فإنه يسكنها مثل حمزة وفيما سوى ذلك
فهو موافق لحمزة في كل ياءات الإضافة.
أمثلة
لما فتحه خلف العاشر مما
أسكنه حمزة:
(قال ربي الذي يحي ويميت) (فبشر عبادي
* الذين يستمعون القول) (أنى مسني الضر) (أني مسني الشيطان) (إني عبد الله ءاتاني الكتاب) (قل أرأيتم إن أهلكني
الله) (سأصرف عن ءاياتي الذين)
الموضعان
اللذان أسكنهما خلف العاشر موافقا
لحمزة بعد ياء النداء هما:
1- (يا عبادي الذين ءامنوا
إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) العنكبوت
2- (قل يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) الزمر
من هذا نخلص إلى
أن خلف العاشر ويعقوب متفقان في ياءات الإضافة
التي بعدها لام تعريف حيث يقرئان بالفتح في كل المواضع إلا بعد ياء النداء
بالإسكان.
خلاصة مذهب خلف العاشر في ياءات الإضافة:
* يوافق حمزة
في إسكان جميع ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع بأنواعها الثلاثة.
* يوافق حمزة
في إسكان جميع ياءات الإضافة التي بعدها همزة وصل منفصلة عن لام التعريف.
* يوافق حمزة
في جميع ياءات الإضافة التي ليس بعدها همزة قطع أو وصل وعددها ثلاثون ياء إضافة
فيسكن منها تسعة وعشرون ياءً ويفتح ياء واحدة وهي ياء كلمة (محياي) مثل حمزة قال الشاطبي (ومحياي جي بالخلف والفتح خولا).
* يوافق حمزة
في حذف الياء في موضع (يا عباد لا خوف عليكم) في الزخرف.
* يخالف حمزة
في اثنا عشر ياء إضافة بعدها لام التعريف فيقرؤها بالفتح ويوافقه في موضعين يقرؤهما
بالإسكان وهي المسبوقة بياء النداء (يا عبادي اللذين) في العنكبوت والزمر.
ملاحظة:
اتفق جميع القراء
على حذف ياء الإضافة وصلا ووقفا في قوله تعالى (قل يا عباد الذين أمنوا اتقوا ربكم
للذين أحسنوا) في الزمر وهي محذوفة رسما.