(باب الراءات واللامات والوقف على المرسوم)
|
46 |
كَقَالُونَ رَاءاَتٍ وَلاَمَاتٍ اتْلُهَا
|
وَقِفْ يَا أَبَهْ بِالْهَا أَلاَ حُمْ وَلِمْ حَلاَ
|
|
47 |
وَسَائِرُهَا كَالْبَزِّ مَعْ هُو وَهِي وَعَنْـ
|
ـهُ نَحْوُ عَلَيْهُنَّهْ إِلَيَّهْ رَوَى الْمَلاَ
|
|
48 |
وَذُو نُدْبَةٍ مَعْ ثَمَّ طِبْ وَلِهَا احْذِفَنْ
|
بِسُلْطَانِيَهْ مَا لِي وَمَا هِيَ مُوصِلاَ
|
|
49 |
حِمَاهُ وَأَثْبِتْ فُزْ كَذَا احْذِفْ كِتَابِيَهْ
|
حِسَابَي تَسَنَّ اقْتَدْ لَدَى الْوَصْلِ حُفِّلاَ
|
|
50 |
وَأَيًّا بِأَيًّا مَّا طَوَى وَبِمَا فِدًا
|
وَبِالْيَاءِ
إِنْ تُحْذَفْ لِسَاكِنِهِ حَلاَ |
|
51 |
كَتُغْنِ النُّذُرْ مَنْ يُؤْتَ وَاكْسِرْ وَلاَمَ مَا
|
لِ مَعْ وَيْكَأَنَّهْ وَيْكَأَنَّ كَذَا تَلاَ
|
المرسوم:
هو رسم المصاحف العثمانية التي أجمع عليها الصحابة وهو على
قسمين (قياسي واصطلاحي).
القياسي:
هو ما وافق فيه اللفظ الخط أو ما وافق فيه النطق الكلمة
المرسومة مثل (كتب).
الاصطلاحي:
هو ما خالف فيه
اللفظ الخط ، ببدل أو زيادة أو نقص أو فصل أو وصل ، مثل (الصلوة ، الزكوة ،
الغدوة). ورسم المصاحف توقيفي يجب اتباعه ولا يجوز مخالفته.
كَقَالُونَ رَاءاَتٍ وَلاَمَاتٍنِ اتْلُهَا
أمر الناظم
بالقراءة لأبي جعفر في الراءات واللامات مثل قالون
مخالفا لأصله من جهة ورش الذي يرقق كل راء جاء قبلها كسر أو ياء ساكنة ، وكذلك
خالفه في تغليظ اللام فتكون قراءته في الراء واللام مثل حفص وسكت عن الباقين فعلم
موافقتهم لأصولهم.
وَقِفْ يَا أَبَهْ بِالْهَا أَلاَ حُمْ
أمر لأبي جعفر ويعقوب بالوقف على الهاء في كلمة (يا أبت) وبهذا خالفا أصلهما نافع
وأبا عمرو الذين يقفان على هذه الكلمة بالتاء ووافقا ابن عامر وابن كثير الذين يقفان
عليها بالهاء قال الشاطبي (وقف يا أبه كفوا دنا) وسكت عن خلف العاشر
فعلم أنه يقف عليها بالتاء كأصله ، وبالنسبة ليعقوب في هاء التأنيث التي كتبت
بالتاء المبسوطة مثل (رحمت)
فهو مثل أبي عمرو يقف عليها بالهاء قال الشاطبي (إذا كتبت بالتاء هاء مؤنث فبالهاء
قف حقا رضا
ومعولا).
وَلِمْ حَلاَ وَسَائِرُهَا كَالْبَزِّ
أمر بالوقف ليعقوب بزيادة هاء السكت قولا
واحدا على الكمات (فيم ، ومم ، عم ، لم ، بم) مخالفاً لأبي عمرو الذي يقف على
الميم ، وموافقا للبزي بأحد وجهيه قال الشاطبي (وفيمه وممه قف وعمه لمه بمه * بخلف
عن البزي وادفع مجهلا)
قال النويري ويستدرك هنا على ابن الجزري أنه لم يحدد بأن يعقوب وافق البزي بوجه
الوقف بهاء السكت فقط ، لأن البزي له وجهان حال الوقف على هذه الكلمات هما الوقف
بهاء السكت وبدونها فكان عليه أن يحدد ، كما أن هذه الألفاظ لم تذكر في التحبير
الذي هو أصل القصيدة وهذا هو الاستدراك الثاني ، أما
أبو جعفر وخلف العاشر فهما موافقين لأصلهما بالوقف
بدون هاء (فيم كنتم ، ممَ خلق ، عمً يتسألون ، لمَ تقولون ما لا تفعلون ، بمَ يرجع
المرسلون).
قول الناظم: مَعْ هُو وَهِي
يعني أن يعقوب يقف على (هو وهي) بزيادة هاء السكت سواء جاءت بعد واو أو لام أو فاء أو تجردت
منها ، هكذا (وهوه ،
وهيه ، لهوه ، لهيه ، فهوه ، هيه ، هوه).
وَعَنْــهُ نَحْوُ عَلَيْهُنَّهْ
ثم أمر ليعقوب بالوقف بهاء السكت على نون النسوة المشددة إذا
وقعت بعد هاء ضمير المؤنث الغائب سواء اتصلت بفعل أو اسم أو حرف مثل (عليهنه ،
اليهنه ، فانكحوهنه ، لهنه ، علمتموهنه ، ابصارهنه ، تخرجوهنه ، احداهنه ، فيهنه ،
جلابيبهنه ، منهنه) ، فإن كان قبلها كاف مثل (عليكن ، منكن) أو تاء (لستن ،
اتقيتن) فلا يقف عليها بهاء السكت وكذلك إذا لم يأت قبلها ضمير مثل (يخرجن) فلا
يقف عليها بهاء السكت ، قال ابن الجزري في النشر وقد أطلقه بعضهم وأحسب أن الصواب
تقييده بما وقع بعد هاء ولم أجد أحدا مثًل بغير ذلك.
إِلَيَّهْ رَوَى الْمَلاَ
يعني أن يعقوب وقف بهاء السكت بعد ياء المتكلم المشددة في نهاية
الكلمات سواء اتصلت باسم أو فعل أو حرف نحو (إليًه ، لديًه ، يديًه ، عليًه، بمصرخيه).
خلاصة
مذهب يعقوب في
الوقف بهاء السكت:
* يقف يعقوب
بهاء السكت على (لم ، وعم) وأخواتها
* ويقف بهاء
السكت على نون النسوة المسبوقة بهاء ضمير الغائب (ضمير جمع المؤنث) مثل (عليهن) وعلى
(هو وهي).
* ويقف بهاء
السكت على ياء المتكلم المشددة ، وكل هذا حال الوقف أما عند الوصل فإنه يحذف هاء
السكت في كل ما سبق.
وَذُو نُدْبَةٍ مَعْ ثَمَّ طِبْ
قرأ رويس ألفاظ الندبة بزيادة هاء السكت وقفاً وهي (يا أسفى
، يا حسرتى ، يا ويلتى) فتصبح (يا أسفاه ، يا حسرتاه ، يا ويلتاه) مع المد المشبع
ست حركات.
كما قرأ رويس بزيادة هاء السكت حال الوقف في كل مواضع (ثمً) (مطاع ثمً أمين ، وأزلفنا ثمً الأخرين ، فثمً وجه الله ، وإذا رأيت ثمً رأيت) والباقون يقفون على الميم بدون هاء السكت.
فيما
سبق كان الكلام على إثبات هاء السكت وفيما يلي سيكون الكلام على حذف هاء السكت:
وَلِهَا احْذِفَنْ بِسُلْطَانِيَهْ
مَا لِي وَمَا هِيَ مُوصِلاَ
حِمَاهُ
يعني أن يعقوب يحذف هاء السكت في المواضع التالية حال الوصل وهي:
(ما أغنى عني ماليَه
* هلك عني سلطانيَه * خذوه فغلوه) في الحاقة (وما أدراك ما هيَه * نار حامية)
في القارعة ، فإذا وقف عليها يقف بهاء السكت فيكون موافقا لحمزة حال الوصل في هذه
الكلمات.
وَأَثْبِتْ فُزْ
يعني أن خلف العاشر قرأ بإثبات هاء السكت وصلا ووقفا في الثلاثة
المواضع السابقة مخالفا لأصله من روايته عن حمزة بوجه الوصل حيث كان يثبتها وقفا
ويحذفها وصلا.
كَذَا احْذِفْ كِتَابِيَهْ ***حِسَابَي
تَسَنَّ اقْتَدْ لَدَى الْوَصْلِ حُفِّلاَ
يعني أن يعقوب يحذف هاء السكت وصلا في المواضع التالية (هاؤم
اقرؤ كتابيَه *إني
ظننت أني ملاق حسابيَه
* فهو في عيشة راضية) (يا ليتني لم أوت كتابيَه * ولم أدر ما حسابيَه
* يا ليتها كانت القاضية) وقد انفرد يعقوب بحذف الهاء وصلا في هذه الكلمات (كتابيه ، حسابيه) دون
جميع القراء.
تَسَنَّ اقْتَدْ لَدَى الْوَصْلِ حُفِّلاَ
يعني أن يعقوب حذف هاء السكت وصلا وأثبتها وقفا في كلمتي (يتسنه ، اقتده) وذلك
في قوله تعالى (فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنًه)
في البقرة (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده * قل لا أسئلكم
علي أجرا) في الأنعام ، وقد وافق حمزة والكسائي في هاتين الكلمتين ، وسكت عن خلف العاشر فعلم أنه مثل حمزة بحذف الهاء وصلا قال
الشاطبي (واقتده حذف هائه شفاء**وبالتحريك بالكسر كفلا) وأبو جعفر يقرأ بإثبات
الهاء وصلا ووقفا مثل نافع.
مما سبق يتضح
أن يعقوب يحذف هاء السكت وصلا في سبع كلمات هي:
(يتسنه ، اقتده ، كتابيه ، حسابيه ، ماليه ، سلطانيه ، ماهيه).
وَأَيًّا بِأَيًّا مَّا طَوَى
يعني أن رويس يقف على كلمة (أيًا) في قوله تعالى (أيًا ما تدعوا) في الإسراء ، وبهذا وافق حمزة والكسائي قال الشاطبي (وأيا بأيا ما شفا) وخالف أصله من رواية أبي عمرو الذي يقف على الكلمة كاملة (أياً ما).
وَبِمَا فِدًا
يعني أن خلف العاشر وقف على (ما) وبهذا خالف أصله من روايته عن حمزة الذي يقف على
كلمة (أيًا) قال
الشاطبي (وأيا بأيا ما شفا) ، ووقف أبو جعفر وروح على (ما) موافقان لأصولهما ، قال الشاطبي (وسواهما بما) ، وقال
الإمام ابن الجزري في النشر أنه يجوز الوقف على (أيا) وعلى (ما) لكل القراء وقفا
اختباريا أو اضطراريا.
وَبِالْيَاءِ إِنْ تُحْذَفْ لِسَاكِنِهِ حَلاَ
*** كَتُغْنِ النُّذُرْ مَنْ يُؤْتَ وَاكْسِرْ
يعني أن يعقوب يقرأ وقفا بإثبات الياء المحذوفة رسماً بسبب
التقاء الساكنين وقد جمع العلماء هذه الكلمات وعددها سبعة عشر كلمة وهي:
(من يؤت
الحكمة) البقرة (وسوف يؤت الله) النساء (واخشون اليوم) المائدة
(يقض الحق) الأنعام (ننج المؤمنين) يونس
(وإن الله
لهاد اللذين ءامنوا) الحج (بالواد المقدس) طه
والنازعات (بواد النمل) النمل (الواد الأيمن) القصص (بهاد
العمي) الروم (إن يردن الرحمن) يس (صال الجحيم) الصافات (يناد
المناد) ق (فما تغن النذر) القمر (وله الجوار المنشئات) الرحمن (الجوار الكنس) التكوير
، أما عند الوصل يقرأ بحذف الياء كالجماعة.
ملاحظة:
يقرأ يعقوب وحده بكسر
التاء في قوله تعالى (ومن يؤتِ الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) في البقرة
أما كلمة
(عباد) في سورة الزمر (قل يا عباد الذين ءامنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا) فلا خلاف
بين القراء على حذف الياء في الحالين وصلا ووقفا ، وأما الكلمات التي آخرها تنوين
وهي (هادٍ ، والٍ ، واقٍ) في الرعد، وكلمة (باقٍ) في النحل فإن يعقوب يقف عليها جميعاً بدون ياء ، أما كلمة (عباد) في قوله تعالى (فبشر عباد * اللذين يستمعون
القول) في سورة الزمر فالكلام عنها سيكون في ياءات الزوائد.
وَلاَمَ مَا * لِ
يعني أن يعقوب في كلمتي (مال و فمال) يقف على اللام وقد جاءت في أربعة مواضع في كتاب
الله هي (فمال هؤلاء ، مال هذا الكتاب ، مال هذا الرسول ، فمال الذين كفروا) وبهذا
خالف أصله أبا عمرو الذي يقف على (ما) قال
الشاطبي (ومال لدى الفرقان والكهف والنسا وسال على ما حج
والخلف رتلا) ، ويقف خلف
العاشر وأبو جعفر على اللام مثل نافع وحمزة ، واختار ابن الجزري جواز الوقف
على (ما) وعلى اللام لكل القراء.
مَعْ وَيْكَأَنَّهْ وَيْكَأَنَّ كَذَا تَلاَ
يقصد قوله
تعالى (ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر..) (ويكأنه لا يفلح الكافرون) في سورة القصص
والمعنى أن يعقوب يقف على الكلمة كلها (ويكأن ، ويكأنه)
مخالفاً لأبي عمرو الذي يقف على الكاف وأبو جعفر وخلف
العاشر يقفان على الكلمة كاملة مثل نافع وحمزة.
قال الشاطبي:
(وقف وي كأنه وي كأن برسمه ** وبالياء قف رفقا
وبالكاف حلل).
